سلسلــة العلوم التربويـــة والنفسيــة
العدد: الثاني – عام 2023
الناشر: إتحاد الأكاديميين والعلماء العرب
رقم شهادة الترخيص لدى هيئة الإعلام :
م ن إ / 1495 / مطبوعة متخصصة / 2021
رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية :
د / 3101 / 2022
رقم التصنيف المعياري الدولي :
(Print) ISSN 2957-5974
(online) ISSN 2957-5982
Educational and Psychological Sciences Series
.
2023 المجلد ، العدد 2
Teachers’ Practices to Develop Digital Citizenship for Kindergarten Children According to The Standards of The International Society for Technology in Education
غدي بنت علي حسين آل عامر
د. هانيا بنت منير الشنواني – الأستاذ المساعد بقسم الطفولة المبكرة
Gadiali_21@hotmail.com
تاريخ الاستلام: 2023/03/09
تاريخ القبول:2023/03/16
هدفت الدراسة إلى تعرف درجة ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE) ، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي من خلال استبانة طبقت على جميع معلمات رياض الأطفال الحكومية بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية والبالغ عددهن (298) معلمة. وأظهرت نتائج الدراسة أن الدرجة الكلية لموافقة معلمات رياض الأطفال على ممارسات تنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE) جاءت بدرجة مرتفعة على فقرات الاستبانة بشكل عام، وجاء في المرتبة الأولى المجال المتعلق بتدريب الطفل على تطبيق المواطنة الرقمية، وبدرجة موافقة مرتفعة جدًّا، وفي المرتبة الثانية جاء المجال المتعلق بممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم بدرجة موافقة مرتفعة، وفي المرتبة الثالثة المجال المتعلق بالتطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال حول المواطنة الرقمية وبدرجة موافقة مرتفعة. وأوصت الدراسة بمراعاة مؤسسات إعداد معلمات رياض الأطفال، وأقسام رياض الأطفال لتضمين ممارسات المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم في برامجها التعليمية، ودعوة الجهات المختصة بتدريب معلمات رياض الأطفال لتحديد الاحتياجات التدريبية المهنية اللازمة المرتبطة باهتماماتهن لتدريس المواطنة الرقمية لأطفال الروضة.
المواطنة الرقمية، ممارسات معلمات رياض الأطفال، معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، التطوير المهني.
المقدمة:
تعدُّ مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية التي تتشكل من خلالها شخصية الطفل وقيمه الاجتماعية، والفكرية، الأمر الذي يتطلب ممارسات مهنية من قِبَل معلمة رياض الأطفال، فقد قدمت هيئة التقويم والتدريب معايير لتطوير ممارسات، ومهارات المعلمة، ومنها “تطبيق المواطنة الرقمية” بعد أن ارتفعت وتيرة الاهتمام بالتكنولوجيا خلال دمجها في التعليم، والاعتماد على التطبيقات التكنولوجية.
ويقصد بالمواطنة الرقمية قواعد السلوك المناسبة، والمتعلقة بالاستخدام الإيجابي التكنولوجي الآمن لأجهزة الكمبيوتر، والإنترنت، وهي تشمل أيضًا الحماية من أخطارها، والتوجيه نحو الاستفادة من منافعها (حسن، 2017). وتظهر أهمية المواطنة الرقمية للطفل بزيادة الوصول إلى التكنولوجيا، خاصة مع انتشار الألعاب الإلكترونية، وألعاب الفيديو التي أصبحت جزءًا من نمط حياة الطفل، واستخدامها في فصول الروضة؛ حيث برزت الحاجة لدعم فهم الأطفال ليكونوا مستخدمين آمنين للتكنولوجيا الرقمية (الزيودي، 2015). وقد أكدت لجنة حقوق الطفل على تفعيل المراقبة الذاتية لدى الطفل، وتزويده بالمعلومات، والطرق الكافية، والواضحة للحماية من محتوى الإنترنت السلبي (هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية، 2021).
وما يؤكد أهمية تنمية المواطنة الرقمية تغير النظام التعليمي خلال جائحة كورونا (كوفيد-19)، وتحول التعليم في جميع المؤسسات، والمراحل التعليمية، ومنها مرحلة رياض الأطفال الى التعليم عن بعد، حيث أصبح الطفل يتلقى تعليمه عبر وسائل الاتصالات الرقمية، ومنصة الروضة الافتراضية ( شعبان، 2018). ولما كان للمؤسسات التعليمية من دور كبير في تدريب وتوجيه الطفل على المواطنة الرقمية وتعزيز قيمها، كان لمؤسسة رياض الأطفال خاصة دور في تشكيل وتنمية مهارات الطفل من خلال ممارسات المعلمة المهنية التي تساعد الأطفال على التوجيه السليم في هذا العصر التكنولوجي (عبدالخالق، 2017). ومن منطلق دور المعلمة في تنمية طفل قادر على الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا الرقمية، يشير الأحمدي (2020) إلى أن ممارسات معلمة رياض الأطفال للمواطنة الرقمية لا بد منها؛ نظرًا لاستخدام الأطفال للأجهزة الرقمية، سواءً في التواصل مع الآخرين، أو عبر الألعاب الإلكترونية.
وقد وضعت الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم International Society for Technology in Education: ISTE معايير للممارسات المسؤولة من قِبَل المعلمة لتطبيق المواطنة الرقمية. يذكر (العطار، 2020) أن المعايير تركزت على تحسين مخرجات التعليم، وإثراء المفاهيم العلمية، والممارسات المهنية لبيئة تعليمية رقمية مستدامة، كما حددت هيئة تقويم التعليم والتدريب الممارسات المهنية للمعلمة، فجعلت تطبيق المواطنة الرقمية -كالاستخدام الآمن، والقانوني، والأخلاقي، وقواعد حماية الحقوق الفكرية، والإبداعية للآخرين أثناء استخدام المصادر، والأدوات الرقمية- إحدى الممارسات المهنية التي تلزم بها المعلمة (هيئة تقويم التعليم والتدريب، 2017).
وتؤكد معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم (ISTE) على استخدام التكنولوجيا في التعليم، وتعمل على تطوير التعليم على المستوى العالمي من أجل تسريع استخدام التكنولوجيا في كافة جوانب العملية التعليمية وحل مشكلاتها، وتشجيع وإثارة الإبداع التكنولوجي، كما تهتم بتيسير تكوين مساحات تعليمية واسعة الانتشار لدعم التشارك والتواصل الفعال مع كافة الأطراف المشتركة والمهتمة بالعملية التعليمية من أجل الوصول للتعليم المستمر والتعلم مدى الحياة، وتبني دمج واستخدام التكنولوجيا في جميع جوانب العملية التعليمية ابتداء من التخطيط وحتى الوصول لعمليات التقييم والتغذية الراجعة(Aldosari et al, 2020).
وطورت الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم معايير تكنولوجية للتلاميذ، وللمعلمين، وللقيادات التعليمية، وللمدربين، وللتفكير الحاسوبي، وللمهتمين بعلوم الحاسوب، واهتمت المعايير بالتعلم والتعليم وقيادة العصر الرقمي وما يحويه من تطورات وتغيرات، وتبنت إطارا مدعوما بالبحوث العلمية لتوجيه تنفيذ المعايير، والتخطيط التكنولوجي، والتغيير على مستوى الأنظمة التعليمية، وتوفر معايير ISTE)) مجموعة واسعة من كفايات التعلم والتعليم والريادة في العصر الرقمي، والتي بدورها تسهم في بناء خارطة طريق شاملة للاستخدام الفعال للتكنولوجيا في المدارس في جميع أنحاء العالم، وعلى مدى أكثر من 20 عاما تم استخدام المعايير، والبحث فيها، وتحديثها؛ لتعكس أحدث الممارسات البحثية لاستخدام التكنولوجيا للتعلم، والتعليم، والقيادة، والتدريب. وتم اعتماد المعايير في جميع الولايات الأمريكية الخمسين والعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، وتتوافق تلك المعايير مع أهداف التنمية المستدامة لليونسكو، وتتوفر المعايير بثماني لغات ومنها اللغة العربية (Kalyenci et al., 2021; ISTE, 2021a).
وبالنسبة للتلاميذ فقد ركزت المعايير على سبعة جوانب تكنولوجية ينبغي التمكن منها وإدراكها وتتمثل في المتعلم المتمكن القادر على القيام بدور نشط في اختيار وتحقيق وإثبات الكفاءة لتحقيق أهداف التعلم الخاصة بهم من خلال التكنولوجيا والمتعلم المنتج للمعرفة القادر على جمع ونقد وتنظيم المصادر من خلال الأدوات الرقمية لبناء المعرفة للوصول لمنتج إبداعي، وإنشاء تجارب تعليمية مفيدة لأنفسهم وللآخرين .(Langub & Lokey, 2017)
وفيما يتعلق بالمواطنة الرقمية للمتعلمين فقد أكد أحد المعايير على المتعلم كمواطن رقمي يمتلك الوعي والإدراك لحقوقه وواجباته، وفرص العيش والتعلم والعمل في عالم رقمي مترابط، والمتمكنين من التصرف بطرق آمنة وقانونية وأخلاقية أثناء تعاملاتهم من خلال التكنولوجيا والوسائط الرقمية، بحيث يبنون وينمون هوية وسمعة رقمية، ولديهم الوعي الكافي باستدامة ما يقومون بعمله في العالم الرقمي، ويشاركوا بسلوكيات إيجابية وآمنة وقانونية وأخلاقية عند استخدام التكنولوجيا وشبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ويظهروا احتراما وفهما واسعا للحقوق والواجبات في استخدام الملكية الفكرية ونشرها، ويهتموا بإدارة بياناتهم الشخصية من أجل الحفاظ على خصوصيتهم وأمانهم الرقمي، وإدراكهم بتكنولوجيا جمع البيانات المستخدمة لتتبع تنقلاتهم عبر الإنترنت(ISTE, 2021b) .
وأما بالنسبة للمعلمين فقد أكدت المعايير على اعتبار المعلم متعلم يعمل باستمرار على تحسين ممارساته من خلال التعلم من الآخرين، واستكشاف الممارسات التي تستفيد من التكنولوجيا لتحسين تعلم التلاميذ، فالمعلم قائد يبحث عن فرص للقيادة لدعم تعلم التلاميذ ونجاحهم، والمعلم تشاركي يخصص وقتًا للتعاون والتشارك مع زملائه وتلاميذه لتحسين ممارساتهم واكتشاف المصادر التعليمية والأفكار ومشاركتها مع الآخرين، والمعلم مصمم لأنشطة وبيئات نعلم حقيقية أساسها المتعلم بحيث تتعرف على الفروق بين المتعلمين وتستوعبها (ISTE, 2021b) .
وفيما يتعلق بالمواطنة الرقمية فقد أكد أحد معايير (ISTE) على المعلم كمواطن رقمي يُلهم تلاميذه للإسهام بشكل إيجابي في العالم الرقمي، والمشاركة فيه بمسؤولية من خلال إنشاء تجارب للتلاميذ لتقديم إسهامات إيجابية، ومسؤولة اجتماعيا، وإظهار السلوك التعاطفي عبر الإنترنت، وإنشاء ثقافة تعليمية تعزز الفضول، والفحص الناقد للمصادر عبر الإنترنت، وتعزز محو الأمية الرقمية، والطلاقة الإعلامية، وإرشاد التلاميذ حول الممارسات الآمنة، والقانونية، والأخلاقية، أثناء استخدام الأدوات الرقمية وحماية الحقوق والملكية الفكرية لهم وللآخرين، ونمذجة إدارة البيانات الشخصية للمتعلمين، وتعزيز الهوية الرقمية، وحماية خصوصية بياناتهم(ISTE, 2021b) .
وانطلاقاً من دور التكنولوجيا الرقمية والاتصالات في إحداث نقلة نوعية وملموسة على حياة البشرية، وما لها الأثر في تحقيق التنمية المستدامة في التعليم وذلك من خلال التحول الرقمي في مجال التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية. وتوافقاً مع ما تسعى اليه رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، تعتبر قدرات ومهارات المواطن هي أهم مواردها التي من الضرورة استثمارها، وذلك بتنمية جيل قادر على التعامل مع التكنولوجيا واستخدامها بشكل إيجابي فيما يخدم المجتمع والوطن، حيث يعتبر التوجيه في التعامل السليم مع التكنولوجيا أحد أهداف المواطنة الرقمية(الأحمدي، 2020).
وعلى هذا فقد اهتمت كثير من الدول كبريطانيا والولايات المتحدة وكندا بتقديم المواطنة الرقمية وتثقيف مجتمعاتهم بالبدء من النشء، وذلك من خلال إدراج المواطنة الرقمية كمناهج يتم تدرسيها والتدريب عليها تحت مسمى منهج التربية الرقمية(طوالبة والشايب، 2019). وعلى الصعيد المحلي في مجال الاهتمام بتوعية المتعلم بالكيفية الصحيحة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية. كما حرصت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية على استمرار العملية التعليمة في ظل الأزمات فكان للتكنولوجيا الدور الأبرز من حيث إمكانية حصول كل طفل على التعليم في أي وقت ومن أي مكان، عبر تطبيقات ومنصات الكترونية مناسبة لخصائص المرحلة العمرية واحتياجاتها (اليامي،2021). وتسعى الوزارة لتضمين المهارات الرقمية ضمن مقررات الصف الخامس والسادس الابتدائي، بدء من عام 1441هـ حرصاً منها على تعريفهم بأهم المعلومات الرقمية التي يحتاجونها حيث تعتبر من أهم المهارات التي يحتاجها الفرد(وزارة التعليم، 2020).
وتؤكد دراسة (السليحات، 2018؛ طوالبة والشايب، 2019؛ عبداللطيف، 2019؛ عبد ربه، 2020). على ضرورة التوعية بالاستخدام السليم الآمن للتكنولوجيا، وضرورة تعزيز أبعاد المواطنة الرقمية. ويرى البساط (2014) أن التعليم الجيد في الروضة يتوقف على ما تقدمه المعلمة من ممارسات، ومعلومات، ومهارات، واتجاهات في مجال تعليم وتطوير خبرات الأطفال؛ حيث إنهم الجيل الواعد الذي سيبني مستقبل المملكة، ويحقق رؤيتها، وتطلعاتها. ومن هذا المنطلق جاءت الدراسة الحالية للتعرف على ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم.
وبالرغم من أن النظم والمؤسسات التعليمية والجامعات في المملكة العربية السعودية تعمل على الإعداد الشامل لمواكبة التغييرات والتطورات في مجال التكنولوجيا والوسائط الرقمية، وتحقيق المواطنة الرقمية، واكتساب مهاراتها، إلا أن جائحة كورونا وإغلاق المؤسسات التعليمية من رياض الأطفال وحتى الجامعات في شهر مارس لعام 2020م، والتحول السريع والكامل للتعليم عن بعد؛ أدى لظهور فجوة رقمية تمثلت بقصور في امتلاك الكادر التعليمي لتلك المؤسسات لمهارات المواطنة الرقمية (الحضيف،2021).
بالتالي فإن معرفة المعلمة بالمواطنة الرقمية وممارستهم لها مطلب أساسي لتوعية المتعلمين بالاستخدام الإيجابي والصحيح للتكنولوجيا، فقد قدمت الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم ISTE معايير للمعلمة لتطبيق وممارسة المواطنة الرقمية وذلك لأهميتها في عصر التقنية Pescetta, 2012)). وتضمنت المعايير: توجيه المتعلم للمشاركة الإيجابية والمسؤولة في العالم الرقمي، والممارسات الأمنية والقانونية عند استخدام التكنولوجيا الرقمية، وتعزيز الثقافة الرقمية والفحص الناقد للموارد عبر الإنترنت، وتنمية وعي المتعلم بديمومة ما يقوم به في العالم الرقمي، تدريب المتعلمين على إدارة بياناتهم الشخصية للمحافظة على خصوصيتهم الرقمية.
وقد أجريت عديد من الدراسات التي اهتمت بالبحث في المواطنة الرقمية وطرق تنميتها لدى التلاميذ في المراحل الدراسية المختلفة. فقد أجرى (2016 (Gayatri, دراسة هدفت معرفة مستوى المواطنة الرقمية بين الأطفال والمراهقين في إندونيسيا، وطبيعة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الرقمية، ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج الوصفي، وتم جمع بيانات الدراسة من خلال استبانة تم تطبيقها على (400) طفل، وتوصلت الدراسة إلى أن الأطفال يستخدمون التقنيات الرقمية ولديهم ثلاثة دوافع رئيسية للوصول إلى الإنترنت: البحث عن المعلومات، والتواصل مع الأصدقاء، والترفيه، وغالبًا ما يكون بحثُهم عن المعلومات عبر الإنترنت مدفوعًا بمهام المدرسة، ومن الضرورة توجّه السياسات المستقبلية لدعم المواطنة الرقمية، وتعزيز قيمها لدى الأطفال من خلال حماية حقوق الأطفال في الوصول إلى المعلومات.
أما دراسة (Tomé & de Abreu, 2016) فهدفت إلى تطوير برنامج تدريبي أثناء الخدمة لتعليم المواطنة الرقمية، ومعرفة دورها في تحسين ممارسات الثقافة الرقمية لمعلمات مرحلة ما قبل المدرسة في البرتغال، وقدرتها في تمكين الأطفال؛ ليصبحوا مواطنين رقميين. وتم استخدام منهج الدراسة الطولية المعتمد على البحث الإجرائي، كما تم تطوير البرنامج التدريبي. ولجمع بيانات الدراسة تم استخدام استبانة طُبقت على عينة مكونة من (10) من معلمات ما قبل المدرسة، و(15) من معلمي المرحلة الابتدائية. وأظهرت نتائج الدراسة وجود نقص واضح في ممارسات الثقافة والمواطنة الرقمية لدى الأطفال، وضعف تفاعل الأطفال مع الوسائط الرقمية.
أجرت القحطاني (2017) دراسة هدفت إلى الكشف عن مدى استيعاب معلمي ومعلمات المملكة العربية السعودية، ومعرفتهم بالمواطنة الرقمية، ومعرفة تأثير الجنس، والمرحلة الدراسية، وسنوات الخبرة على تصورات المعلمات والمعلمين السعوديين فيما يتعلق بالوعي بالمواطنة الرقمية، ولتحقيق ذلك تم اختيار المنهج المختلط، وطُبقت مقابلة شبه منظمة على أربعة من المعلمين، واستبانة إلكترونية وُزعت على (361) معلمًا، وأظهرت النتائج ارتفاع مستوى وعي المعلمات بالمواطنة الرقمية في مجالات الاحترام، والحماية، والتعليم.
وقدمت محروس (2018) دراسة هدفت للتعرف على مستوى معرفة معلمات الطفولة المبكرة بالمملكة العربية السعودية بأبعاد المواطنة الرقمية، ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج الوصفي، ولجمع بيانات الدراسة تم تصميم مقياس الوعي بالمواطنة الرقمية الذي طُبق على عينة مكونة من (50) معلمة من معلمات رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية، وأظهرت نتائج الدراسة وجود قصور لدى معلمات رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية في وعيهن بأبعاد المواطنة الرقمية المتمثلة في الاحترام، والتعليم، والحماية، وتؤكد الدراسة على ضرورة تضافر الجهود لتطوير معلمات رياض الأطفال، وزيادة وعيهنّ بالمواطنة الرقمية، ونشر قيمها لدى أطفال الروضة.
وكذلك هدفت دراسة عبداللطيف (2019) إلى وضع تصور مقترح حول الدور الذي یمكن أن تقوم به كلٌّ من الأسرة ورياض الأطفال؛ لإكساب طفل الروضة بعض مفاهيم المواطنة الرقمية، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، واشتملت عينة الدراسة على (٥٠) معلمة ریاض الأطفال بمنطقة جازان، و(٤٧٣) من أولياء أمور الأطفال الملتحقين برياض الأطفال، و(١٠٠) طفل طُبق عليهم اختبار المواقف المصور، كما طبقت الاستبانة على عينة الدراسة من المعلمات، وأولياء الأمور، وبينت نتائج الدراسة قلة معرفة طفل الروضة بمفاهيم المواطنة الرقمية، وضعف وعي أولياء أمور الأطفال بتلك المفاهيم، وقلة الإلمام الكافي لمعلمة الروضة بمفاهيم المواطنة الرقمية؛ وهو ما أثّر على أدوارهم في إكساب الطفل مفاهيم المواطنة الرقمية، وممارساتها.
كما هدفت دراسة الحفني (2020) للكشف عن قيم ومهارات المواطنة الرقمية برياض الأطفال، وبناء تصور مقترح لدمج المواطنة الرقمية بمؤسسات رياض الأطفال، ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج الوصفي، وتم تطبيق استبانة على (48) معلمة برياض الأطفال بمصر، وأظهرت النتائج توافر قيم المواطنة الرقمية ومهاراتها برياض الأطفال في المناهج بدرجة قليلة، وأنها غير متضمنة بمقررات ومناهج رياض الأطفال بصورة صريحة، وتوصلت الدراسة لتصور مقترح لغرس قيم المواطنة الرقمية، ومهاراتها، يتضمن تطوير بيئات التعلم الداعمة للتقنيات الرقمية، ووضع الضوابط والمعايير للتعامل الرقمي، وتعزيز الدور التربوي لرياض الأطفال، وإسهاماتها في ظل التحديات الرقمية
في حين قدم (Vlaanderen, 2020) دراسة بهدف معرفة أساليب تعزيز المواطنة الرقمية لدى الأطفال من خلال مجموعة من التدخلات لمكافحة التنمّر الإلكتروني؛ استنادًا لنظرية السلوك المخطط في هولندا، ولتحقيق ذلك تم تطبيق برنامج مقدم للأطفال لمكافحة التنمر الإلكتروني، وتم استخدام المنهج التجريبي ذي المجموعتين، وتم بناء مقياس المعرفة والوعي بالتنمر الإلكتروني، والتعاطف نحو الضحايا طُبق على (298) طفلًا، وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرّضوا لبرنامج التدخل لمكافحة التنمر الإلكتروني أظهروا معرفة ووعيًا متطورًا بالتنمر الإلكتروني، وتعاطفًا كبيًرا مع الضحايا المتنمّر عليهم إلكترونيًّا، وطوّروا قواعد معايير ذاتية وإيجابية؛ للتحكم في سلوكياتهم، مرتبطة بقيم المواطنة الرقمية المكتسبة من برنامج التدخل عند تعرضهم للتنمّر عبر الإنترنت، وكان لديهم قبولٌ واستجابة سلوكية مناسبة عند التعامل مع المواقف مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للتدخل من خلال البرنامج.
أما دراسة عبد ربه (2020) فسعت إلى بناء تصور مقترح لتعزيز المواطنة الرقمية والهوية الوطنية، باستخدام تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لأطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات، أهم قيم المواطنة الرقمية المناسبة لأطفال الروضة في منطقة الطائف، وتم استخدام المنهج الوصفي والاستبانة كأداة لجمع البيانات طُبقت على (200) من معلمات الروضة بالطائف، وتوصلت الدراسة لتصور مقترح لتعزيز المواطنة الرقمية لدى طفل الروضة من خلال استخدام تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لأطفال الروضة.
أجرى عطا الله (2020) دراسة هدفت للتحقق من فاعلية برنامج قائم على الألعاب الإلكترونية؛ لتنمية مهارات المواطنة الرقمية في مرحلة الطفولة المبكرة في ضوء المعايير القومية لتكنولوجيا التعليم، بما يتناسب مع مهارات القرن الحادي والعشرين، واستخدمت الدراسة المنهج التجريبي ذا المجموعتين، وتم تصميم برنامج قائم على الألعاب الإلكترونية لتنمية مهارات المواطنة الرقمية، وللتحقق من فاعلية البرنامج التعليمي تم استخدام اختبار مهارات المواطنة الرقمية الذي طُبق على عينة مكونة من (66) طفلًا في إحدى المدارس الخاصة في محافظة مطروح بدولة مصر، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين التجريبية والضابطة في تنمية مهارات المواطنة الرقمية في مرحلة الطفولة المبكرة، ولصالح المجموعة التجريبية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القياسين القبلي والبعدي في تنمية مهارات المواطنة الرقمية في مرحلة الطفولة المبكرة لصالح القياس البعدي للمجموعة التجريبية التي طبق عليها البرنامج التعليمي.
هدفت دراسة البنا (2021) للتعرف على فاعلية وحدة مقترحة لتنمية بعض مفاهيم ومهارات المواطنة الرقمية لدى طفل الروضة؛ وهي: الاتصال بالآخرين، آداب التعامل معهم، البحث والمعرفة، والتصفح عبر الإنترنت، الأمان والخصوصية، الصحة والسلامة. واستخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبي، وتكونت العينة من (30) طفلًا وطفلة بدولة مصر، وأعدت الباحثة وحدة لتنمية بعض مفاهيم ومهارات المواطنة الرقمية لدى طفل الروضة، ولجمع بيانات الدراسة تم بناء اختبار مفاهيم المواطنة الرقمية، وبطاقة ملاحظة لمهارات المواطنة الرقمية لدى طفل الروضة، وتظهر نتائج الدراسة وجود فاعلية لتدريس الأطفال لمفاهيم ومهارات المواطنة الرقمية من خلال الوحدة المقترحة، وتأثيرها في تنمية مفاهيم ومهارات المواطنة الرقمية لدى طفل الروضة.
وأضافت غندورة (2021) دراسة بهدف تحديد درجة تضمين مناهج رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية بعض مفاهيم المواطنة الرقمية في ضوء متطلبات العصر الرقمي، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي لعينة الدراسة، والمتمثلة في كتب مناهج رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية، وكانت أداة الدراسة تحليل محتوى قائمة بمفاهيم المواطنة الرقمية الواجب توافرها في مناهج رياض الأطفال، وتوصلت الدراسة إلى أن درجة تضمين مفاهيم المواطنة الرقمية في ضوء متطلبات العصر الرقمي في مناهج رياض الأطفال جاءت بدرجة قليلة.
مما سبق عرضه من دراسات، يتضح أن الدراسة الحالية تتفق مع بعض الدراسات التي بحثت في المواطنة الرقمية والممارسات المتبعة لتنميتها لدى تلاميذ مرحلة الطفولة المبكرة، مثل دراسة ((Tomé & de Abreu, 2016؛ القحطاني، 2017؛ محروس، 2018؛ الحفني، 2020؛ (Vlaanderen, 2020). إلا أن الدراسة الحالية تختلف عـن تلك الدراسـات في هـدفها الذي يسعى للتعرف على ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية للطفل، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم. وقد استفادت الدراسة من الدراسات السابقة في بناء أدبها النظري، واختيار منهجها، وبناء أداتها، محاوره، وفي توضيح دور معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم ISTE؛ لتعزيز قيم المواطنة الرقمية، ومهارتها، وبيان الأسس النظرية التي اعتمدت عليها تعليم المواطنة الرقمية وتعلمها. وقد تميزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة باستهدافها لمعلمـات رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية بمنطقة نجران، والتعـرف علـى الممارسات المهنية المتعلقة بالمواطنة الرقمية، وتنميتها لطفل الروضة، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم ISTE، في حين لم تجر دراسات حول هذا الموضوع على مستوى المملكة العربية السعودية.
مشكلة الدراسة:
أظهرت نتائج دراسة استطلاعية قامت بها الباحثة، استهدفت تعرف الممارسات المهنية لدى معلمات رياض الأطفال للمواطنة الرقمية، ومعرفة مدى تمكنهن من تدريب الطفل على التعامل مع التقنيات عن طريق استبيان إلكتروني مرسل إلى عينة من معلمات رياض الأطفال تكونت من (24) معلمة، أظهرت نتائج الدراسة الاستطلاعية أن نسبة (58%) من العينة ليس لديهن معرفة كافية بمفهوم المواطنة الرقمية، وأن نسبة (61%) من العينة لا يقدمن التوجيهات بالطرق التي تحمي بيانات الطفل الرقمية، والتي تتمثل في عدم الإفصاح للمجهولين عن المعلومات الشخصية التي تسهل تحديد الهوية والمكان.
كما بينت دراسة (حشيش، 2018؛ ومحروس، 2018). وجود ضعف في مستوى معرفة المعلمات بالمواطنة الرقمية، وافتقار الأطفال لمن يقوم بإرشادهم بالمواقع الإلكترونية المناسبة لهم. كما بين سليم (2018) أنه حتى يكون الطفل متمكنًا من التعامل مع مختلف التطورات العلمية التكنولوجية ينبغي إكسابه المواطنة الرقمية من خلال ما تقوم به المعلمة من أدوار وممارسات.
كما أوصى ملتقى المواطنة الرقمية نحو مجتمع إلكتروني آمن بجامعة أم القرى (2019)، والأمن الفكري “المواطنة الرقمية” بجامعة الملك خالد (2019) على تعزيز دور المؤسسات التربوية لغرس قيم المواطنة الرقمية لدى الأطفال، وتوعية الأسرة لأفرادها فيما يتعلق بالتعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي تحقيقًا للمواطنة الرقمية.
وحرصًا على تنشئة أجيال واعية بالتقنيات الرقمية، جاءت هذه الدراسة للبحث عن الممارسات المهنية للمعلمات في تنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم ISTE))، واستنادًا لما سبق فإن الدراسة الحالية تركز على ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم. وذلك من خلال الإجابة عن السؤال الآتي: ما درجة ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم؟
أهمية الدِّرَاسة:
تتمثل أهمية الدراسة في الآتي:
الأهمية النظرية:
- تساهم الدراسة في فهم الخصائص الشخصية المتعلقة بالمواطنة الرقمية لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة.
- تساهم الدراسة في إثراء الأدب التربوي؛ حيث تناولت الممارسات للمواطنة الرقمية لمعلمة رياض الأطفال.
- تقدم الدراسة معلومات عن موضوع المواطنة الرقمية للطفل في ضوء التحديات، وتراكم المعرفة، والثورة العلمية التكنولوجية التي يشهدها العالم.
- تقدم الدراسة فكرة عن الممارسات التي ينبغي على المعلمة تطبيقها لتعليم الطفل استخدام التكنولوجيا بشكل حذر، وآمن.
- فتح المجال لدراسات بحثية أخرى تتناول المواطنة الرقمية، وكيفية توظيفها لتحقيق أفضل الممارسات.
الأهمية التطبيقية:
1- تساهم الدراسة في إعداد المعلمة لمواكبة التطلعات، والتطورات في العصر الرقمي، والتكيف معها.
2- إفادة معلمات رياض الأطفال، والمشرفات التربويات من نتائج البحث في التعرف على الممارسات التي تنمي المواطنة الرقمية للطفل.
3- من المؤمل أن تسهم هذه الدراسة في بناء أداة تساعد الباحثين في الكشف عن ممارسات المواطنة الرقمية لمعلمة رياض الأطفال.
4- إفادة أصحاب القرار في تطوير برامج إعداد المعلمات، وذلك بإمكانية تضمين ما تحتاجه الطالبة المعلمة في مجال المواطنة الرقمية؛ مما ينعكس على سلوك الطفل الرقمي.
5- تفيد نتائج ومقترحات الدراسة في تصميم برامج تنمي المواطنة الرقمية للطفل من قِبَل المعلمات.
- تساهم نتائج الدراسة في تحسين ممارسات المعلمات في تنمية المواطنة الرقمية لدى المتعلم.
أهداف الدراسة:
هدفت إلى التعرف على درجة ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم.
حدود الدراسة:
– تتحدد الدراسة بموضوع الدراسة، حيث اقتصرت على تعرف ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، والتي تضمنت: تعليم الطفل المشاركة الإيجابية، والمسؤولة في العالم الرقمي، وتوجيه الطفل للممارسات الأمنية، والقانونية عند استخدام التكنولوجيا الرقمية، وتعزيز الثقافة الرقمية، والفحص الناقد للموارد عبر الإنترنت؛ حيث يدرك الطفل الموارد الإيجابية، والسلبية، وتعزيز قدرة الطفل على حماية بياناته الشخصية الرقمية.
- تتحدد الدراسة بعينة البحث، حيث اقتصرت على عينة من معلمـات رياض الأطفال الحكومية بمنطقة نجران.
- تتحدد نتائج الدراسة بالخصائص السيكومترية (الصدق واثبات) للأداة المستخدمة في الدراسة.
مصطلحات الدراسة:
الممارسات (Practices):” مجموعة الأنشطة التي تقوم بها المعلمة بهدف تنمية قيم المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (الحمادي، 2019، 78).
وتعرف الباحثة الممارسات إجرائيًّا بأنها: السلوكيات، والمهارات، والأنشطة التي تقوم بها معلمة الروضة لتنمية وإكساب الطفل التعامل السليم، والاستخدام الأمثل للأجهزة الرقمية، والتي يمكن قياسها بأداة الاستبانة المعدة لذلك.
المواطنة الرقمية Digital Citizenship)): “مجموعة من المعايير، والمهارات، وقواعد السلوك التي يحتاجها الفرد عند التعامل مع الوسائل التكنولوجية لكي يحترم نفسه، ويحترم الآخرين، ويتعلم، ويتواصل مع الآخرين، ويحمي نفسه، ويحمي الآخرين” (الملاح، 2017، 26).
معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم: هي: “مستويات معيارية للأداء التكنولوجي وضعتها الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية في مجالات لمديري المدارس، والمعلمات، والمتدربين، والطلبة، وركزت المعايير على التعليم والتعلم، وقيادة العصر الرقمي بما يتضمنه من متغيرات، وتحولات” (Ayad, 2017,108).
منهج الدراسة:
اتبعت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وذلك لملاءمته لطبيعة الدراسة، وأهدافها التي ركزت على معرفة ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE).
إجراءات الدراسة:
مجتمع الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمات مرحلة رياض الأطفال في الروضات الحكومية التابعة لإدارة تعليم منطقة نجران، والبالغ عددهن (298) معلمة رياض أطفال، وفقًا لإحصاءات وزارة التعليم، الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران لعام (2022م).
عينة الدراسة:
نظرًا لصغر حجم مجتمع الدراسة، فقد تكونت العينة من جميع أفراد مجتمع الدراسة في الروضات الحكومية التابعة لإدارة تعليم منطقة نجران، والبالغ عددهن (298) معلمة رياض أطفال.
أداة الدراسة: تم استخدام الاستبانة كأداة لجمع بيانات الدراسة الميدانية؛ لكونها تتلاءم مع مشكلة الدراسة الحالية وأهدافها، باعتبار الاستبانة أداة مناسبة يمكن للباحثة من خلالها الحصول على البيانات الناتجة من التعرف على استجابات معلمات رياض الأطفال حول ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم.
وقد تم بناء الاستبانة للتعرف على درجة ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، وذلك من خلال الرجوع إلى معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم والمرتبطة بالمواطنة الرقمية والأدبيات والدراسات السابقة المرتبطة بالمواطنة الرقمية، ورياض الأطفال، ومراجعة أدواتها البحثية، والاطّلاع عليها، والاستفادة منها في بناء أداة الدراسة الحالية، وفي ضوء ذلك تم تحديد مجالات الاستبانة، ومن بين هذه الدراسات (البنا، 2021؛ محروس، 2018؛ الدوسري، 2020؛ Ghamrawi,2018))؛ الحمادي، 2019).
وتكونت الاستبانة من (24) فقرة موزعة بالتساوي على ثلاثة مجالات، هي (تدريب الطفل على تطبيق قيم المواطنة الرقمية، ممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، التطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال حول المواطنة الرقمية).
الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة
للتحقق من صدق الأداة، استخدمت الباحثة صدق المحتوى، والصدق البنائي، وذلك على النحو الآتي:
الصدق الظاهري: تم التحقق من صدق الاستبانة، تم عرضها بصورتها الأولية على مجموعة من المحكّمين المتخصصين في مجال الطفولة المبكرة والتقنيات، وبلغ عددهم (8) محكمين، وذلك لمعرفة آرائهم حول صياغة فقراتها، ومدى وضوحها، ومناسبة الفقرات للمجال المنتمية إليه، وملاءمة فقراتها، وإجراء الإضافة، أو الحذف، أو التعديل لفقراتها. وبعد أن قاموا مشكورين بالتحكيم أجرت الباحثة التعديلات في ضوء آراء المحكمين وتم إعداد الاستبانة في صورتها النهائية.
الصدق البنائي: تم استخراج مؤشرات الصدق البنائي لفقرات الاستبانة عن طريق تطبيقها على عينة استطلاعية مشابهة لعينة الدراسة من خارج عينة الدراسة، وتكونت من (20) معلمة رياض أطفال في منطقة جازان، وذلك لتعرف مدى صلاحيتها لقياس درجة ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، وبعدها تم حساب قيم معاملات ارتباط بيرسون (Pearson’s Correlation Coefficient) بين كل فقرة والمجال الذي تنتمي إليه، ومع الاستبانة الكلية، وبينت النتائج أن قيم معاملات ارتباط فقرات الاستبانة مع مجالاتها تراوحت بين (0.43- 0.57)، وبين (0.41- 0.56) مع الاستبانة الكلية، وكانت جميع هذه القيم دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α=0.05)، مما يدل على وجود معامل ارتباط قوي لفقرات الاستبانة مع مجالاتها ومع الاستبانة الكلية.
الثبات: لحساب ثبات الاستبانة، تم حساب قيم معاملات الثبات بطريقة ألفا – كرونباخ (Cronbach alpha)، وطريقة إعادة تطبيق الاستبانة على العينة الاستطلاعية وهي نفس العينة التي طبق عليها التطبيق الأول، وذلك بفاصل زمني قدره أسبوعين بين التطبيقين الأول والثاني، وتم حساب قيم معامل ارتباط بيرسون (Correlation Pearson ) بين التطبيقين الأول والثاني. والجدول رقم (1) يبين ذلك.
الجدول (1): قيم معامل ارتباط بيرسون (Correlation Pearson )
المجال | معامل الارتباط |
ممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم. | 0.86** |
تدريب الطفل على تطبيق المواطنة الرقمية. | 0.84** |
التطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال حول المواطنة الرقمية. | 0.82** |
الكلي للاستبانة | 0.84** |
** دالة عند مستوى 0.01
يتضح من الجدول (1) أن قيم معامل الثبات لمجالات الاستبانة بين (0.82 – 0.86)، وبلغ معامل الثبات الكلي للاستبانة (0.84)، مما يشير إلى تمتعها بمعاملات ثبات مقبولة لأغراض الدراسة.
تصحيح الاستبانة: تم تصنيف المتوسطات الحسابية لاستجابات عينة الدراسة وفق تقسيم ليكرت الخماسي الذي يقابل كل استجابة: موافق بشدة” (5) درجات، “موافق” (4) درجات، “محايد” (3) درجات، “غير موافق” (2) درجتان، “غير موافقة بشدة” (1) درجة واحدة.
وقد اعتمدت الباحثة ترتيب المتوسطات الحسابية لدرجة الموافقة بناءً على الحد الأعلى للبدائل (5)، والحد الأدنى للبدائل (1) وبطرح الحد الأعلى من الحد الأدنى يساوي (4) ومن ثم قسمة الفرق بين الحدين على أربع مستويات وهكذا تصبح الأوزان على النحو الآتي: (بدرجة ضعيفة جدًا ، من (1 إلى أقل من 1.80)، بدرجة ضعيفة، من (1.80 إلى أقل من 2.60)، متوسطة، من (2.60 إلى أقل من 3.40)، بدرجة مرتفعة، من (3.40 إلى أقل من 4.20)، بدرجة مرتفعة جدًا من (4.20 إلى 5).
عرض نتائج سؤال الدراسة: “ما ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم؟”
للإجابة عن هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات عينة الدراسة من معلمات رياض الأطفال على فقرات ومجالات الاستبانة وعلى الاستبانة الكلية، والجدول (2) يوضح ذلك.
الجدول (2): ممارسات المعلمات لتنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم
م | المجال | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الترتيب | درجة الموافقة | |
1 | ممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم. | 4.09 | 0.766 | 2 | مرتفعة | |
2 | تدريب الطفل على تطبيق المواطنة الرقمية. | 4.22 | 0.696 | 1 | مرتفعة جدًّا | |
3 | التطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال حول المواطنة الرقمية. | 3.91 | 0.804 | 3 | مرتفعة | |
الدرجة الكلية للاستبانة | 4.07 | 0.755 |
| مرتفعة | ||
يلاحظ من الجدول (2) أن الدرجة الكلية لاستجابات معلمات رياض الأطفال حول ممارسات تنمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، ظهرت بصورة مرتفعة، وبمتوسط حسابي بلغ (4.07)، وبانحراف معياري قدره (0.755)، وبالنظر إلى المجالات الثلاثة المكونة للاستبانة نلاحظ أن المجال الثاني للاستبانة “تدريب الطفل على تطبيق المواطنة الرقمية” جاء في المرتبة الأولى من حيث استجابات معلمات رياض الأطفال من خلال متوسط حسابي بلغ (4.22)، وبانحراف معياري قدره (0.696)، وباستجابة مرتفعة جدًّا، وجاء في المرتبة الثانية باستجابة مرتفعة المجال الأول “ممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم” الذي يظهر بمتوسط حسابي (4.09)، وانحراف معياري (0.766)، وجاء في المرتبة الأخيرة من حيث الاستجابات المجال الثالث للاستبانة المتعلق بـ”التطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال حول المواطنة الرقمية” من خلال متوسط حسابي (3.91)، وانحراف معياري (0.804)، وباستجابة مرتفعة من قِبل معلمات رياض الأطفال.
وتبين هذه النتائج ارتفاع إدراك ووعي معلمات رياض الأطفال بالممارسات الضرورية لتنمية المواطنة الرقمية المواطنة الرقمية لطفل الروضة، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، ويظهر ارتفاع ذلك الوعي من خلال استجابات وموافقة معلمات رياض الأطفال المرتفعة على الاستبانة بصورة عامة، وعلى مجال ممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية، وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم، ومجال التطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال حول المواطنة الرقمية، كما ظهرت موافقة المعلمات بصورة مرتفعة جدًّا على مجال تدريب الطفل على تطبيق المواطنة الرقمية، ويُعزى ذلك الارتفاع وتنامي الإدراك لدى معلمات رياض الأطفال للتحولات التعليمية التي تشهدها مرحلة الطفولة المبكرة، والاتجاه نحو التعلم عن بُعد، وما لمسته المعلمات من حاجتهنّ الماسّة لضرورة تفعيل وممارسة المواطنة الرقمية بكل ما تحويه من مهارات وقيم متنوعة، تمكّن الطفلَ من التعامل المسؤول والآمن مع الوسائط الرقمية والإنترنت.
وتتوافق تلك النتائج مع تأكيدات النظرية التواصلية ونظرية السلوك المخطط على أن تعليم الأطفال وتعلمهم للمواطنة الرقمية يتم عندما تؤدي المعلمات أدوارهن، وممارساتهن، وتواصلهنّ الرقمي مع الأطفال بالصورة المطلوبة، ويعملن على نقل وتوصيل مفاهيم وقيم وممارسات المواطنة الرقمية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة بصورة مخططة تتناسب مع احتياجاتهم وأعمارهم. كما تتفق هذه النتائج مع ما أظهرته دراستا (Vlaanderen, 2020)؛ (Gayatri, & Sari, 2016) من تنامي إدراك المعلمات، واهتمامهن بقيم ومهارات المواطنة الرقمية. وتختلف نتائج الدراسة الحالية مع ما أظهرته نتائج دراسات (الدوسري، 2020؛ عبداللطيف، 2019؛ الحمادي، 2019؛ محروس، 2018) من ظهور ممارسات بسيطة ومنخفضة في أحيان كثيرة للمواطنة الرقمية لدى معلمات رياض الأطفال، وظهور تلك الممارسات بصورة غير منضبطة، وغير منهجية، مع قلة إلمام ووعي معلمة رياض الأطفال بمفاهيم المواطنة الرقمية بالصورة المطلوبة.
التوصيات والمقترحات:
من خلال ما توصلت إليه الدراسة، فإن الباحثة توصي بما يلي:
- دعوة الجهات المختصة بوزارة التعليم، والمهتمة ببناء وتصميم مناهج رياض الأطفال تعليمية لدمج وتضمين مفاهيم المواطنة الرقمية ومهارتها وقيمها في مقررات ومناهج رياض الأطفال الأخرى؛ بحيث تظهر بصورة متكاملة مع تلك المناهج.
- مراعاة مؤسسات إعداد معلمات رياض الأطفال وأقسام رياض الأطفال لتضمين ممارسات المواطنة الرقمية وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم ISTE في برامجها التعليمية، وتصميم مقررات أكاديمية متخصصة تهتم بالمواطنة الرقمية ومهارتها.
- بناء أدلة تعليمية، وتوجيهية لدعم ممارسات معلمات رياض الأطفال لتعليم الطفل المواطنة الرقمية.
- عقد ملتقيات وندوات ودورات تربوية لاطلاع المعلمات على الطرق الحديثة في تدريب الأطفال على التعامل مع التكنولوجيا بالطرق الصحيحة، ومواكبة المعايير الدولية للتكنولوجيا بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل، وتطوير برامج الإعداد والتطوير المهني لمعلمات رياض الأطفال في ضوء المواطنة الرقمية، والاطلاع على مستجدات المعايير العالمية المرتبطة بالتعليم وتطويره.
- إجراء دراسة مستقبلية حول معوقات تطبيق المواطنة الرقمية داخل رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية.
- إجراء دراسة مستقبلية تتناول تحليل مناهج رياض الاطفال في ضوء مهارات المواطنة الرقمية اللازمة لمرحلة الطفولة المبكرة.
المراجع
المراجع العربية
الأحمدي، إلهام محمد. (2020). دور الأنشطة الطلابية بالجامعات السعودية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من وجهة نظر الطلاب. مجلة البحث العلمي في التربية، (21)، 46- 109.
البساط، أماني. (2014). التدريس المصغر وتطوير الأداء المهني لمعلمة الروضة. دار الكتاب الحديث للنشر والتوزيع.
البنا، هبة أحمد. (2021). فاعلية وحدة مقترحة لتنمية بعض مفاهيم ومهارات المواطنة الرقمية لدى طفل الروضة. مجلة دراسات في الطفولة والتربية، (17)، 151- 214.
حسن، إحسان محمد. (2017). النظريات الاجتماعية المتقدمة دراسة تحليلية في النظريات الاجتماعية المعاصرة. دار وائل للنشر.
حشيش، نسرين. (2018). مهارات المواطنة الرقمية اللازمة لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي. دراسات في التعليم الجامعي، (39)، 408- 427.
الحضيف، نجلاء محمد. (2021). درجة توافر مهارات المواطنة الرقمية لدى طلبة الدراسات العليا بكلية التربية جامعة القصيم من وجهة نظرهم وعلاقتها ببعض المتغيرات. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية.
الحفنى، أمل محمد. (2020). قيم المواطنة الرقمية لطفل الروضة بين الواقع والمأمول. مجلة الطفولة، 36 (1)، 252- 274.
الحمادي، محمد. (2019). درجة ممارسة معلمات رياض الأطفال أدوارهن في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المناطق المحررة. دراسات مركز حرمون للدراسات المعاصرة، 4(2)، 72-97.
الدوسري، فؤاد بن فهيد. (2020). تصور مقترح لتضمين المواطنة الرقمية في العملية التدريسية وفق معايير الجمعية الدولية للتقنية في التعليم (ISTE) ]بحث مقدم[. المؤتمر الدولي الافتراضي لمستقبل التعليم الرقمي في الوطن العربي، إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث. (1)، 4- 25.
الزيودي، ماجد محمد. (2015). الانعكاسات التربوية لاستخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية كما يراها معلمو وأولياء أمور طلبة المدارس الابتدائية بالمدينة المنورة. مجلة جامعة طيبة للعلوم التربوية، 10 (1)، 15- 31.
السليحات، روان يوسف.، الفلوح، روان فياض.، والسرحان خالد علي. (2018). درجة الوعي بمفهوم المواطنة الرقمية لدى طلبة مرحلة البكالوريوس في كلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية. دراسات العلوم التربوية، 45 (3)، 19- 33.
سليم، تيسير أندراوس. (2018). المواطنة الرقمية ووسائل تفعيلها في المؤسسات التعليمية. المنتدى الدولي للتعليم والدراسات، 14 (2)، 39- 53.
شعبان، أماني عبدالقادر. (2018). رؤية مقترحة لتعزيز قيم المواطنة الرقمية لطلاب التعليم قبل الجامعي في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة. مستقبل التربية العربية، 25 (114)، 73- 132.
طوالبة، هادي؛ والشياب، مزيد. (2018). مفاهيم المواطنة الرقمية الواجب تضمينها في مناهج التربية الوطنية والمدنية للمرحلة الأساسية في الأردن من وجهة نظر معلمي الدراسات الاجتماعية. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، 9 (26)، 34- 56.
عبدالخالق، فؤاد محمد. (2017). دراسات في مناهج وطرق التعليم في ریاض الأطفال. مكتبة المتنبي.
عبد اللطيف، رانيا علي. (2019). تصور مقترح لتفعيل دور الأسرة ورياض الأطفال في إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم المواطنة الرقمية. مجلة رعاية وتنمية الطفولة، 9 (1)، 31- 92.
عبدربه، عبير. (2020). تصور مقترح لتعزيز قيم المواطنة الرقمية والهوية الوطنية باستخدام تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لأطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات. مجلة بحوث التربية النوعية، (60)، 1- 37.
عطا الله، نشوى عبدالخالق. (2020). برنامج قائم على الألعاب الإلكترونية لتنمية مهارات المواطنة الرقمية في مرحلة الطفولة المبكرة في ضوء معايير التكنولوجيا بالقرن الحادي والعشرين. مجلة الطفولة والتربية، 12 (41)، 213- 244.
العطار، حمد عادل. (2020). درجة ممارسة معلمي الحاسوب والطلبة في المرحلة الثانوية لمعايير تكنولوجيا التعليم العالمية في دولة الكويت [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة الكويت.
غندورة، نوره. (2021). درجة تضمين مناهج رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية بعض مفاهيم المواطنة الرقمية في ضوء متطلبات العصر الرقمي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، الرياض.
القحطاني، أمل سفر (2017). مدى تضمن قيم المواطنة الرقمية في مقرر تقنيات التعليم من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 26 (1)، 57- 97.
محروس، غادة كمال. (2018). مستوى معرفة معلمات رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية بأبعاد المواطنة الرقمية. مجلة البحث العلمي في التربية، (19)، 515- 547.
الملاح، تامر المغاوري. (2017). المواطنة الرقمية تحديات وآمال. السحاب للنشر والتوزيع.
ملتقى المواطنة الرقمية بجامعة أم القرى. (2019، 24 يناير). المواطنة الرقمية نحو مجتمع إلكتروني آمن. جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
هيئة تقويم التعليم والتدريب. (2017). المعايير والمسارات المهنية للمعلمين في المملكة العربية السعودية.
هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية. (2021). حقوق الطفل في الأنظمة السعودية.
وزارة التعليم. (2020). كيف تحمي خصوصية طلابك في منصة مدرستي.
اليامي، نسرين علي. (2021). واقع تطبيق معايير التعلم المبكر النمائية في البيئة الرقمية مرحلة الطفولة المبكرة من وجهة نظر معلمات رياض الأطفال. دراسات في الطفولة والتربية، 19 (19)، 608-654.
Ayad, F. (2017). The Degree of Implementing ISTE Standards in Technical Education Colleges of Palestine. The Turkish Online Journal of Educational Technology. 16(2), 107-118.
Aldosari, F., Aldaihan, M., Alhassan, R. (2020). Availability of ISTE Digital Citizenship Standards Among Middle and High School Students and Its Relation to Internet Self-Efficacy. Journal of Education and Learning, 9(5), 59-74.
Gayatri, G., & Sari, D. (2016). Digital citizenship safety among children and adolescents in Indonesia. Journal of research and development of communication and informatics, 6(1). 1-16.
Ghamrawi, N. A. (2018). Schooling for digital citizens. Open Journal of Leadership, 7(03), 209- 224.
Kalyenci, D., Metin, Ş., & Başaran, M. (2021). Test for assessing coding skills in early childhood. Education and Information Technologies, 1-24.
Langub, L. W., & Lokey-Vega, A. (2017). Rethinking instructional technology to improve pedagogy for digital literacy: A design case in a graduate early childhood education course. TechTrends, 61(4), 322-330.
ISTE. (2021a). Digital Citizenship In Education. https://www.iste.org/areas-of-focus/digital-citizenship.
ISTE. (2021b). Standards Educators https://www.iste.org/standards/iste-standards-for-teachers.
Pescetta ,Marxan. (2012). Teaching Digital Citizenship in a Global Academy [unpublished Doctoral dissertation]. Nova Southeastern University.
Tomé, V., & de Abreu, B. (2016). Developing Digital Citizenship IN Children AGED From 3 TO 9–A pilot Project in The Portuguese Region of Odivelas. Media Education, 7(2), 196-214.
Vlaanderen, A. (2020). Empowering digital citizenship: An anti-cyberbullying intervention to increase children’s intentions to intervene on behalf of the victim. Computers in human behavior, 112, 106459
Digital Citizenship, Preschool Teachers’ Practices, International Society for Technology in Education Standards, Professional Development.
The aim of this researchThe study aimed to identify the degree of female teachers’ practices for the development of digital citizenship for kindergarten children according to the standards of the International Society for Technology in Education (ISTE). . The results of the study showed that the overall degree of approval of kindergarten teachers on the practices of developing digital citizenship for kindergarten children according to the standards of the International Society for Technology in Education (ISTE) came with a high degree on the items of the questionnaire in general. In the first place came the field related to training the child to apply digital citizenship, with a very high degree of approval, and in the second place came the field related to the practices of kindergarten teachers to teach the child digital citizenship according to the standards of the International Association for Technology in Education with a high degree of approval, and in the third place came the field related to professional development Kindergarten teachers about digital citizenship with a high degree of agreement. The study recommended taking into account the institutions of preparing kindergarten teachers and kindergarten departments to include digital citizenship practices according to the standards of the International Society for Technology in Education in their educational programs, and inviting the competent authorities to train kindergarten teachers to determine the necessary professional training needs related to their interests to teach digital citizenship to kindergarten children.
التنشئة الأسرية وعلاقتها باضطراب تشوه الجسد
Family upbringing and its relationship to body dismorphic disorder
د. منار طلال أفندي – دكتوراه في الإرشاد النفسي – الأردن
altaanimanar@gmail.com
د. أنور السموحي الدهمشي – دكتوراه في الإرشاد النفسي – الرئيس التنفيذي لنادي عرعر الرياضي – المملكة العربية السعودية
تاريخ الاستلام: 2023/03/03
تاريخ القبول: 2023/07/10
هدفت الدراسة إلى تقصي العلاقة بين التنشئة الأسرية واضطراب تشوه الجسد لدى عينة من المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان- الاردن، وتم اتباع المنهج الوصفي الارتباطي على عينة من المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل والعناية بالجسم في مدينة عمان تكونت من (92) فردًا، منهم (66) إناث، و (26) ذكور، ولتحقيق أهداف الدراسة تم إعداد أداتي الدراسة والتي تمثلت في استبانة لقياس اضطراب تشوه الجسد تكونت من (24) مؤشرًا، واستبانة التنشئة الأسرية لدى عينة الدراسة وتكونت من (19) مؤشرًا، واظهرت نتائج الدراسة أنَّ المستوى العام لقيم المتوسطات الحسابية لمؤشرات اضطراب تشوه الجسد عند المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان بلغ (2.86) وبدرجة انطباق متوسطة، وأن المستوى العام لقيم المتوسطات الحسابية لمؤشرات التنشئة الأسرية عند المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان بلغ (2.66) وبدرجة انطباق متوسطة، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لاستجابات عينة الدراسة عن اضطراب تشوه الجسد وعلى الأداة بشكل عام تبعًا إلى متغير الجنس، ولصالح الإناث، وعدم وجود فروق بالنسبة للتنشئة التنشئة الأسرية تبعًا إلى متغير الجنس. واخيرًا وجود علاقة ارتباط ايجابية بين متغير تشوه الجسد ومتغير التنشئة الأسرية لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن. وأوصت الدراسة الاهتمام بنوعية نمط التنشئة الأسرية المتبع مع الأبناء خاصة المراهقين وتوعية الآباء والأمهات بالأساليب التربوية الصحيحة في التنشئة الأسرية، والتوعية من اضطراب تشوه الجسد الوهمي.
التنشئة الأسرية، اضطراب تشوه الجسد.
التنشئة الأسرية وعلاقتها باضطراب تشوه الجسد
Family upbringing and its relationship to body dismorphic disorder
المقدمة:
يعد اضطراب تشوه الجسد من الاضطرابات السلوكيَّةِ التي تدفع الفرد إلى إظهار الشعور بفقدان الثقة بالنفس والانعزال الاجتماعي، ويرى فيلبسPhillips (2009) ان الإصابة بهذا الاضطراب قد يسيطر على الفرد الشعور بالوساوس القهرية ومشاعر الوصمة الاجتماعية أو الشعور بالعار والعجز. ويرى كاريج (Karges,( 2015 أن اضطراب تشوه الجسد هو تشوه وهمي في المظهر الجسمي لدى شخص طبيعي، وذكر أن أكثر الشكاوى انتشارًا هي العلامات التي في الوجه مثل التجاعيد، أو الندوب في الجلد، أو كثرة شعر الوجه، أو شكل الأنف أو الفك أو الحاجبين، أو تورم الوجه أو الثديين، وحتى وإن وجد شذوذ طفيف في الشكل.
ويرى فلبس (Phillips, 2009) أن اضطراب تشوه الجسد كان معروفا منذ ثمانينات القرن التاسع عشر، إلا أنه كان اضطرابًا نادر الحدوث آنذاك، وبالتالي لم ينل اهتمام الكثير من الباحثين، حيث لم ينشر سوى عدد من المقالات عن هذا الاضطراب، إلا أنه مع التقدم الطبي في مجال الجراحة والتجميل تزايدت حالات اضطراب التشوه الجسدي على مدى واسع بين الفئات المختلفة من الأفراد خاصة عند فئة المراهقين ( الشيخ وعبد الفتاح، 2018).
ويعتقد عباس والزبون (2012) أن علاقة الفرد بجسمه وكيفية إدراكه له تؤدي دورًا رئيسًا في صقل شخصيته، وتحديد سلوكة، وما يتبلور لديه من أفكار، ومعتقدات حول نفسه وصورة جسده، فصورة الجسد هي تلك الصورة الموجودة في عقل الشخص حول ما يبدو عليه جسده، إضافة إلى مشاعره تجاه هذه الصورة سواء أكانت إيجابية أم سلبية، ومدى اعتقاده بملاءمة حجم وجاذبية أجزاء جسمه المختلفة للمعايير التي استقاها وتشربها من مصادر عدة كالأسرة وجماعة الأقران ووسائل الإعلام وغيرها.
ويضيف فلبس وبينتو (Phillips, & Pinto, 2012) أن الوساوس القهرية غالبًا ما ترتبط بصورة الجسد ومدى جاذبيته، وإن نمو صورة إيجابية عن صورة الجسد تساعد الفرد على رؤية نفسه بأنه جذاب، ويحب جسده ويفكر بنفسه على نحو إيجابي هو غالبًا ما يكون الأكثر صحة نفسية وبدنية. ويضيف فلبس (Phillips, 2009) أن عدم رضا الفرد عن صورة جسده قد يؤدي به إلى الكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى تشويش صورة الجسد، وتنشأ هذه المشكلة عندما لا يتوافق شكل الجسد مع ما يعد مثاليًا حسب تقدير الأسرة أو الأقران أو المجتمع. ويؤكد فلبس (Phillips) على أنه في كثير من الأحيان يكون المفهوم السلبي للذات لدى الفرد راجعًا إلى اضطراب في إدراك صورة الجسد، وإلى جانب ذلك يتأثر هذا الاضطراب بالتنشئة الأسرية، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والثقافية التي قد تؤدي إلى عدم تقبل الفرد لصورة الجسد وحدوث اضطراب تشوه الجسد.
وقد ذكر كاش (Cash, 2008) أن أهم الأعراض المصاحبة لاضطراب تشوه الجسد والتي غالبًا ما تتمثل في الزيارات المتكررة لجراحي التجميل والأمراض الجلدية في محاولة لتصحيح التشوه المفترض، وتجنب المريض للمواقف الاجتماعية بسبب التوتر المرتبط بالتشوه الجسدي الوهمي أو المتخيل أو المبالغ فيه. ويعتقد صالح وحسين (2013) أن الأفراد الذين يعانون مشكلات في صورة الجسد مثل اضطراب التشوه الجسدي يمكن أن يمضوا وقتًا طويلًا وينفقوا أموالًا طائلةً محاولين تصحيح عيوبهم الجسدية التي تبدو مدركة وفق تصوراتهم، وقد يقعون في ضائقة مالية أو قد تزيد لديهم العوائق التي تحد من نشاطاتهم الأكاديمية والاجتماعية إلى الحد الذي يشخصون فيه على أنهم مصابون بالرهاب المرضي أو الاجتماعي.
بينما يرى مككولان McQuillan, 2019)) أن لكل فرد صورة عن نفسه في عقله، وتقترن تلك الصورة باعتقاده حول كيفية إدراك الآخرين له، إذ تعبّر رؤيته لصورة جسده عن خبرات شخصية أو أسرية مر بها خلال حياته، وعملت على صقل تلك الصورة المتكونة في ذهنه بشكل معين، ولا شك أن ذلك قد يتزامن مع ما هو متكون لديه من أفكار ومشاعر وتصوّرات عن هيئة جسده، والتي إن كانت ذات صبغة سلبية ستكون الفرصة سانحة لتعرض الشخص إلى اضطراب تشوه الجسد.
كما يشير فلبس ستاوت (Phillips & Stout, 2006) إلى أن هناك غموض في تشخيص اضطراب تشوه الجسد، إذ يخطئ البعض في تشخيصه على أنه اضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety))، والفرق بين الاضطرابين في أن الثاني يتميز بوجود مشاعر من الخوف عند المصاب من أن يظهر بأنه غبيّ أو مثير للخجل، أو ساذج أو يقوم بتصرف محرج أمام الآخرين، أو تصرف يستدعي الضحك على كلامه أو تصرفاته، أما اضطراب تشوه الجسد فيخاف صاحبه به من الظهور أمام الناس بسبب وجود اعتقاد لديه أن مظهره غير طبيعيّ.
وينظر روبن وتشنغ Rubin, & Chung, 2016)) إلى تشخيص اضطراب تشوه الجسد على أنه اضطراب الوسواس القهريCompulsive Disorder) )، وأشار إلى أن الأفراد المصابين باضطراب تشوه الجسد يشتركون عادة بوجود أفكار وسواسيه وسلوكات قهرية ترتبط بالانشغال الزائد عن الحدّ بالمظهر قد تستغرق ساعات كل يوم، وكثيرًا ما اشتبه على الكثيرين في وصف اضطراب تشوه الجسد على أنه وسواس قهري يعاني الشخص المصاب به من أفكار وسواسية أو تسلطية لكنها متعلقة بتشوه في منطقة معينة من الجسد، وفي أغلب الأحيان يكون انشغال الشخص بالعيب الذي يتخيله في منظره وهميًا أو مبالغًا فيه لدرجة كبيرة.
ويعرف فيل (Veale, 2004, 321) اضطراب تشوه الجسد بأنه “انشغال زائد عن الحد بشأن المظهر الجسمي يؤدي بصاحبه إلى العديد من السلوكات المأسوية والانهزامية”. وتنظر الانصاري (2020) إلى اضطراب تشوه الجسد على أنه انهماك مفرط من جانب شخص ذي مظهر جسمي عادي بعيب طفيف في مظهره، وربما لا يكون لهذا العيب وجود على الإطلاق سوى في مخيلة هذا الشخص.
ويعتقد الباحثان أن شعور الشخص باضطراب التشوه الجسدي يصاحبه في كثير من الأحيان مستوى مرتفع من القلق لوجود عيب جسدي مدرك مما يسبب انشغال تفكيره في هذا العيب.
ويرى روفولو وفلبس (Ruffolo & Phillips, 2006) أن اضطراب التشوه الجسدي يرتبط بمجموعة من العوامل الأسرية والاجتماعية، والعصابية، والبيئية، والوراثية، وتزداد الإصابة باضطراب التشوه الجسدي بوجود مصابين ضمن أفراد الأسرة، أو نتيجة مرور الفرد بخبرات سلبية في الطفولة، بالإضافة إلى التمتع بخصائص شخصية معينة، كانخفاض مستوى الثقة بالنفس، والشعور بالضغط الأسري والاجتماعي لمجاراة معايير معينة للمظهر الجسدي المثالي.
حيث تؤثر أساليب التنشئة الأسرية في تكوين البناء النفسـي والاجتماعي للفرد، إذ أشارت دراسة ريثوم وبيشوب (Bishop, 2008 Rothbaum &) إلى أن أسلوب التنشئة الأسرية المتصف بالتقبل والاهتمام يساعد الطفل على رفع مستوى تقديره لذاته وثقته بمظهره الجسدي. ومما لا شك فيه، أن للتنشئة الأسرية الدور الرئيس بما تمارسه من أساليب لبناء شخصية الطفل، باعتبارها المؤسسة الأولى التي ينشأ ويتفاعل فيها، لذلك، فإنّ الأسرة المتماسكة فيما بين أفرادها تسهم في تشكيل شخصية الطفل السليم المعافى، وهي منطلق وحدة الأسرة والمجتمع، أما الأسرة المفككة التي تلجأ إلى القسوة والإهمال في أساليب التنشئة الأسرية قد تسهم في شعور الأبناء بالاضطراب النفسي والسلوكي، كما يمكن أن تؤدي إلى ظهور سلوكيات واتجاهات غير مقبولة، كالعزلة، والغضب، والعنف، والنظرة السلبية للذات ( 2007Baunring,).
وبالتالي، فمـن الأدوار الأساسـية للأسـرة محاولة تـوفير الأمـن النفـسي لأفرادها إذ يعد متطلب اساسي للصحة النفـسية التـي يحتاجهـا الفرد كــي يتمتــع بشخــصية منتجة ومتزنــة، إذ أن اتجاهــات الوالــدين نحو الطفل والطريقة التي يدرك بها الطفل تلك الاتجاهـات لها أثر كبير فـي نموه وتكيفه فالشخصية تتشكل من خـلال أسـلوب معاملـة الأقارب والوالـدين والأخـوة باعتبـارهم العـالم الاجتمـاعي الأول له، فمفهوم الطفل عن نفسه كشخص يتكون من خلال العلاقـات الأسرية Barbara, 2017)).
فالتنشئة الأسرية التي تلجأ إلى القسوة والإهمال الزائد في تربية الأبناء قد تسهم في شعور الأبناء بالاضطراب النفسي وعدم الرضا عن الذات (2007Baunring,). ويذكر روبن وكانج (2006Rubin & Chung,) أنّ التنشئة الأسرية من منظور معرفي تشير إلى سلوكيات وممارسات الوالدين حول التربية الصالحة للأبناء، وإن سلوكيات وتصرفات الوالدين داخل الأسرة تحدد طبيعة شخصية الطفل في المستقبل ونظرته لنفسه وللمحيطين به، فالأبناء يتعلمون أو يقلدون تصرفات الوالدين. ويضيف (بلخير، 2021) أن التنشئة الأسرية التي يسودها الإهمال والقسوة من أبرز العوامل المسؤولة عـن ظهور بعض الاضطرابات الشخصية والوساوس القهرية المتعلقة بمظهرهم الجسدي.
وترى اجليتا وتانتلف (Agliata & Tantleff, 2014) أن شعور الطفل بعدم إشباع حاجاته العصابية للحب والعاطفة والإعجاب والكمال، ونقص التوجيه الأسري الحقيقي، والإسراف في توجيه النقد أو الاستهزاء بمظهره الجسمي، من العوامل المؤدية إلى شعوره باللامبالاة والسلوك غير المنتظم، وعدم الشعور بالأمن الأسري، والشعور بالقلق، وهذه الأعراض غالبًا ما تتقاطع مع اضطراب تشوه الجسد. وفي هذا الصدد وضعت كاثرن فلبس Kelly & Philips, 2010)) نموذجًا يفسر اضطراب تشوه الجسد بتفاعل عوامل التنشئة الأسرية والاجتماعية، وما تسودها من أحداث محفزة لهذا الاضطراب، بالإضافة إلى الشعور بالرفض الأسري والاجتماعي، والمضايقة، وسوء التوافق في سن الطفولة، واختلال القيم وسمات الشخصية، واختلال في الميل الى الجمال في المظهر، والتي قد تسهم في الشعور باضطراب تشوه الجسد.
وبالتالي، يمكن القول إن اتباع الأسرة أسلوب تنشئة خاطئ قد ينتج عنه شعور الطفل ببعض الاضطرابات العصابية والتي قد تنعكس على سلوكه التواصلي، أو على نظرته نحو ذاته أو مظهره الخارجي، مما قد يؤدي إلى الشعور باضطراب تشوه الجسد.
مما سبق، تظهر أهميـة التنـشئة الأسـرية التـي تمارسها الأسرة فـــي تكـــوين اتجاهـــات ومـــشاعر وأفكـــار وســـلوك الأبنـــاء، فالــدفء العاطفي فــي العلاقــة الأســرية حاجة معنوية عصابية يحتاج إليها الطفل لتحسين نظرته لذاته ولمظهره الجسدي، وإن اتــصاف التنشئة الأســرية بــالقوة والتــسلط والندِّيــة قد ينشأ عنها ســمات غيــر محببــة فــي شخــصية الطفــل. والدراسة الحالية تعنى بالبحث في التنشئة الأسرية وعلاقتها باضطراب التشوه الجسدي لدى عينة من المراجعين بشكل دوري لمراكز التجميل والعناية بالجسد في عمان.
وقد اهتمت العديد من الدراسات بالبحث في اضطراب التشوه الجسدي من زوايا متنوعة، ومنها ما اهتمت بدراسة اضطراب تشوه الجسد وعلاقته بالشعور بالقلق الاجتماعي أو العزلة الاجتماعية، فقد اهتمت دراسة عباس والزبون (2012) بالكشف عن علاقة اضطراب التشوه الوهمي للجسد واضطرابات القلق الاجتماعي لدى طلبة الجامعة الأردنية، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي. تكونت عينة الدراسة من (500) طالبًا وطالبة. أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية بين اضطراب التشوه الوهمي للجسد والقلق الاجتماعي.
أما دراسة القضاة (2016) فهدفت إلى الكــشف عــن أساليب التنــشئة الأســرية وعلاقتها ببعض سمات الشخـصية لـدى طالبـات جامعـة مؤتـة. وتم اتباع المنهج الوصفي الارتباطي. تكونت عينة الدراسة من (4219) طالبًا وطالبة. أشارت نتائج الدراسة إلى أن النمط الأسـري الـسائد لـدى أسر طالبات جامعة مؤتة هو الـنمط التـسلطي، ووجود علاقة ارتباطية تــربط نمــط تنــشئة الأم (ديمقراطــي- تسلطي) مع سمات الشخصية لبعد (اتزان-انفعال).
أما دراسة كالفند ودمرشال (Kalavand & Damerchel, 2017) فقد هدفت إلى التعرف على العلاقة بين اضطراب التشوه الجسدي والقلق الاجتماعي لدى عينة من طلبة الجامعة. واتبعت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي. تكونت عينة الدراسة من (211) طالبًا وطالبة. أشارت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط إيجابي بين الخوف من التشوه الجسدي والقلق الاجتماعي.
في حين سعت دراسة الأنصاري (2020) إلى الكشف عن وجود التشوه الجسدي وعلاقته بالقلق الاجتماعي لدى عينة من طلبة المرحلة الثانوية بمنطقة مكة المكرمة. وتم اتباع المنهج الوصفي الارتباطي. تكونت عينة الدراسة من (430) طالبًا وطالبة. أشارت نتائج الدراسة إلى أن شعور الطلبة بمستوى متوسط من التشوه الجسدي والقلق الاجتماعي، ووجود علاقة ارتباطية قوية بين اضطراب التشوه الجسدي والقلق الاجتماعي.
بينما حاولت دراسة بلخير (2021) إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين التنشئة الأسرية كما یدركها طلبة الجامعة وعلاقتها باضطراب الشخصية. تم اتباع المنهج الوصفي الارتباطي. تكونت عينة الدراسة من (100) طالب من المركز الجامعي بمدينة غليزان في الجزائر. أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية سلبية عكسية بين أسالب التنشئة الأسرية واضطراب الشخصية.
مما سبق، يتضح أهمية البحث في موضوع اضطراب تشوه الجسد، باعتباره أصبح يشكل ظاهرة اجتماعية عند الكثير من النساء والرجال على حد سواء، إلا أنها تتباين وفق الثقافة الأسرية والاجتماعية التي يمر بها الشخص، وتبين أن معظم الدراسات اهتمت بدراسة تشوه الجسد ومظاهره وأسبابه وعلاقته باضطرابات الشخصية، أو بالقلق الاجتماعي، وغيرها من المتغيرات، وتتفق الدراسة الحالية مع تلك الدراسات من حيث موضوعها المتعلق بتشوه الجسد، إلا أنها تميزت عنها بتناولها للتنشئة الأسرية وعلاقتها باضطراب تشوه الجسد لدى عينة من المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن.
مشكلة الدراسة وأسئلتها
إن الغرض من هذه الدراسة هو التعرف على العلاقة بين التنشئة الأسرية واضطراب تشوه الجسد لدى عينة من المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن، وستحاول الدراسة الإجابة عن الأسئلة الأتية:
س1: ما درجة انتشار اضطراب تشوه الجسد لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن؟
س2: ما طبيعة التنشئة الأسرية المتبعة لدى أسر المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن؟
س3: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (= 5.0 α) في اضطراب تشوه الجسد وأساليب التنشئة الأسرية تعزى إلى متغير الجنس؟
س4: هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (= 5.0 α) بين اضطراب تشوه الجسد وأساليب التنشئة الأسرية لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن؟
أهمية الدراسة
تكتسب الدراسة أهميتها من بعدين: نظري، وتطبيقي، وتتمثل في الآتي:
– تلقي الضوء على ظاهرة اضطراب تشوه الجسد وعلاقتها بالتنشئة الأسرية وما ينتج عنها من آثار نفسية وجسدية.
– قلة الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع على المستوى المحلي–في حدود علم الباحثان-.
– يؤمل أن تسهم نتائج الدراسة في التعامل مع مشكلة حيوية وواقعية آخذة بالانتشار، وتفتح المجال لإجراء المزيد من الدراسات العلمية حول اضطراب تشوه الجسد.
– يؤمل أن تسهم نتائج الدراسة في معرفة العلاقة بين اضطراب تشوه الجسد والتنشئة الأسرية.
– الإفادة من نتائج الدراسة في المساعدة في إعداد برامج تثقيف وتوعية للأفراد الذين يعانون من وهم تشوه الجسد.
أهداف الدراسة:
- التعرف على نسبة انتشار اضطراب تشوه الجسد لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن.
- التعرف على أساليب التنشئة الأسرية الممارسة لدى أسر المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن.
- الكشف عن فروق في اضطراب تشوه الجسد وأساليب التنشئة الأسرية تعزى إلى متغير الجنس.
- التحقق من وجود علاقة ارتباطية بين اضطراب تشوه الجسد وأساليب التنشئة الأسرية لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن.
مصطلحات الدراسة
اضطراب تشوه الجسد: عرفه منسر وساكسن (Feusner, & Saxena, 2008, p 32) بأنه: الانهماك المفرط من شخص ذي مظهر جسمي عادي بعيب في مظهره الجسمي، وقد لا يكون لهذا العيب وجود سوى في مخيلة هذا الشخص.
ويعرف إجرائيًا بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مؤشرات مقياس اضطراب التشوه الجسدي المستخدم في هذه الدراسة.
التنشئة الأسرية: عرفها (الدايري وحمود، 2017، ص 56) بأنها: بأنها: “مجموعة من أساليب التنشئة الأسرية الصحيحة أو الخاطئة التي تمارسها الأسرة مع أبنائها لتوجيه سلوكهم والتأثير في شخصياهم بما يدفعهم إلى السواء أو الشذوذ”.
ومن منظور معرفي عرفها سنغ وفيل Singh & Veale, 2019, p 133) ) بأنها: سلوكيات ومعتقدات الوالدين والأسرة حول تنشئة الأبناء، والتي تحدد شخصية الأبناء المستقبلية.
حدود الدراسة: تتحدد الدراسة باضطراب تشوه الجسد وعلاقته بالتنشئة الأسرية لدى عينة من المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن.
منهج الدراسة: تم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي.
مجتمع وعينة الدراسة: تكون مجتمع الدراسة من جميع المراجعين والمراجعات لأربعة مراكز تجميل في عمان – الاردن الذين اتضح أن لديهم اضطراب تشوه الجسد حسب مقياس تشوه الجسد، البالغ عددهم حوالي (92) مراجعًا ومراجعة، منهم (66) إناث، و (26) ذكور، وذلك بناء على الإحصائيات المتوفرة في تلك المراكز. ونظرًا لصغر حجم المجتمع، تم اختيار جميع المجتمع كعينة للدراسة وبالطريقة المتيسرة
أدوات الدراسة
بهدف جمع المعلومات التي تؤدي إلى الإجابة عن أسئلة الدراسة، تم إعداد أداتي الدراسة الآتيين:
أداة اضطراب تشوه الجسد: أعد الباحثان أداة اضطراب تشوه الجسد وتكونت من (24) مؤشرًا، وذلك بالاعتماد على الدراسات السابقة والأدب النظري المتعلق بالموضوع، كاستبيان الاهتمام الجسدي، وأداة تشوه الجسد، واستبيان الشكل الجسدي، كما في دراسة (عباس والزبون، 2012؛ Phillips, & Pinto, 2012)).
صدق الأداة:
تم عرض الأداة على (8) من المحكمين من ذوي الاختصاص بالجامعة الأردنية، وذلك لمعرفة درجة ملاءمة وصلاحية مؤشرات الأداة المستخدمة لقياس اضطراب تشوه الجسد، وتكونت بصورتها الأولية من (28) مؤشرًا، وبعد التعديل في ضوء آراء المحكمين، تكونت من (25) مؤشرًا، حيث اعتبر المؤشر صادقًا إذا حظي بنسبة إجماع (80%) فأكثر من المحكمين.
وقد أعطي لكل مؤشر من مؤشرات الأداة وزن مدرج وفق سلم ليكرت الخماسي وفق الترتيب التالي: تنطبق تمامًا (5) درجات، تنطبق (4) درجات، تنطبق بدرجة متوسطة (3) درجات، لا تنطبق (2) درجة، لا تنطبق أبدًا (1) درجة.
ثبات الأداة:
- تم حساب ثبات الأداة بطريقة التجزئة النصفية، وتراوحت معاملات الثبات لأبعاد الأداة بين (0.78- 0.86)، وكان معامل الثبات الكلي (0.82). كما تم حساب الثبات بطريقة كرونباخ ألفا، حيث تراوحت معاملات الثبات للأبعاد بين (0.78- 0.86)، وكان معامل الثبات الكلي (0.82). مما يدل على أن معاملات الثبات للأداة مطمئنة للإجراء والتطبيق.
- أداة التنشئة الأسرية: أعد الباحثان استبانة تكونت من (19) مؤشرًا لقياس التنشئة الأسرية لدى المشاركين، وذلك بالاعتماد على الدراسات السابقة والأدب النظري المتعلق بالتنشئة الأسرية، كدراسة (القضاة، 2016؛ الدايري وحمود، 2017).
صدق الأداة:
تم عرض الأداة على (8) من المحكمين من ذوي الاختصاص بالجامعة الأردنية، وذلك لمعرفة درجة ملاءمة وصلاحية مؤشرات الأداة المستخدمة لقياس التنشئة الأسرية، وتكونت بصورته الأولية من (24) مؤشرًا، وبعد التعديل في ضوء آراء المحكمين، تكون الأداة من (19) مؤشرًا، حيث اعتبر المؤشر صادقًا إذا حظي بنسبة إجماع (80%) فأكثر من المحكمين.
وقد أعطي لكل مؤشر من مؤشرات الأداة وزن مدرج وفق سلم ليكرت الخماسي وفق الترتيب التالي: تنطبق تمامًا (5) درجات، تنطبق (4) درجات، تنطبق بدرجة متوسطة (3) درجات، لا تنطبق (2) درجة، لا تنطبق أبدًا (1) درجة.
ثبات الأداة:
تم حساب ثبات الأداة بطريقة التجزئة النصفية، وتراوحت معاملات الثبات لأبعاد الأداة بين (0.82- 0.88)، وكان معامل الثبات الكلي (0.86). كما تم حساب الثبات بطريقة كرونباخ ألفا، حيث تراوحت معاملات الثبات للأبعاد بين (0.80- 0.84)، وكان معامل الثبات الكلي (0.82). مما يدل على أن معاملات الثبات للأداة مطمئنة للإجراء والتطبيق.
متغيرات الدراسة:
اشتملت على المتغيرات الآتية: اضطراب تشوه الجسد، التنشئة الأسرية، الجنس: ذكور، إناث.
المعالجات الإحصائية:
استخدمت الدراسة بعض الأساليب الإحصائية المناسبة التي تتناسب مع أسئلة الدراسة، وهي: معامل ألفا كرونباخ Alpha Cronbach) )، والمتوسطات والانحرافات المعيار لاستجابات المشاركين على مؤشرات وأبعاد الأداتين. اختبار (Independent Samples T-Test) للكشف عن فروق تبعًا لمتغير الجنس، ومعامل ارتباط بيرسون Correlation) Pearson) للكشف عن علاقة ارتباطية بين اضطراب تشوه الجسد والتنشئة الأسرية.
وللحكم على متوسطات استجابات المشاركين، تم طرح أعلى متوسط حسابي من أقل متوسط حسابي ( 5-1= 4)، وقسمة الناتج على عدد فئات الدرجات ( 4 ÷ 3= 1،33)، وبالتالي تكون المتوسطات: من (1- 1.33) تنطبق بدرجة منخفضة، من (1.34- 66. 3 ) تنطبق بدرجة متوسطة، من ( 3.67- 5) تنطبق بدرجة مرتفعة.
نتائج السؤال الأول: ما درجة انتشار اضطراب تشوه الجسد لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن؟
للإجابةِ عن هذا السُّؤال، تمّ حساب المُتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، ومُستوى التقدير لمؤشرات أداة قياس اضطراب تشوه الجسد لدى عينة من المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن، وللدرجة الكلية للأداة، والجدول (1) يُبيَّن نتائج ذلك:
الجدول (1): المُتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لمؤشرات اضطراب تشوه الجسد
| الفقرة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الرتبة | درجة الانطباق |
16 | أكره التحدث عن عيوب مظهري بالتفصيل وأفضل ذكرها على نحو عام. | 3.78 | 0.56 | 1 | مرتفعة |
8 | أتحاشي الحديث عن عدم رضاي عن شكلي مع أفراد أسرتي. | 3.74 | 0.58 | 2 | مرتفعة |
5 | يتذمر أهلي من طول الوقت الذي أقضيه في العناية بمظهري. | 3.70 | 0.62 | 3 | مرتفعة |
10 | أبدل ملابسي كثيرًا كي أحسن من مظهري الجسدي. | 3.69 | 0.66 | 4 | مرتفعة |
3 | أقضي وقتًا طويلًا في اختيار ما سوف أرتدي عند خروجي. | 3.68 | 0.68 | 5 | مرتفعة |
12 | أقارن ملامحي بملامح أقراني لأعرف ما إذا كنت أجمل منهم أم أقبح. | 3.12 | 0.72 | 6 | متوسط |
17 | أشعر أن أجزاء شكل وجهي غير متناسقة. | 3.10 | 0.76 | 7 | متوسط |
6 | أشعر أن حجم أنفي غير متلائم مع مظهر وجهي. | 2.98 | 0.82 | 8 | مُتوسط |
7 | أشعر أن مكونات جسمي غير متناسقة. | 2.88 | 0.84 | 9 | متوسط |
9 | ينتابني شعور بأن ملامح جبيني غير جميل. | 2.78 | .87 | 10 | متوسط |
18 | انزعج بشدة عند ملاحظتي وجود عيب في جسدي حتى وان كان بسيطًا. | 2.74 | 0.88 | 11 | مُتوسط |
1 | انشغالي بالتفكير في عيوبي يمنعني من التركيز في الدراسة أو العمل. | 2.70 | 0.89 | 12 | متوسط |
24 | أخشى من الإصابة بتساقط الشعر. | 2.68 | 0.92 | 13 | متوسط |
11 | أحس بوجود عيوب واضحة في بشرة وجهي. | 2.66 | 0.94 | 14 | مُتوسط |
22 | غالبًا ما أكون هادئًا عندما أكون مع أسرتي ومع الآخرين. | 2.64 | 0.96 | 15 | متوسط |
15 | أطيل التساؤل عن وجود عيوب في مظهري الجسدي. | 2.62 | 0.97 | 16 | متوسط |
4 | أشعر أن شكل وجهي مصدر معاناة مستمرة لي. | 2.58 | 0.98 | 17 | مُتوسط |
19 | أشعر بالتعاسة من عدم قدرتي على تحسين مظهري. | 2.55 | 0.98 | 18 | مُتوسط |
21 | أقضي ساعات طويلة في التمعن بمظهري الجسدي وعيوبه. | 2.45 | 0.99 | 19 | متوسط |
14 | أرى أن معظم أعضاء جسمي بحاجة إلى تجميل. | 2.42 | 0.99 | 20 | متوسط |
23 | أشعر أنني الأسوأ مظهرًا من بين زملائي وزميلاتي. | 2.34 | 0.97 | 21 | مُتوسط |
13 | أشعر بالاكتئاب والغضب لأن كل محاولاتي لتحسين مظهري الجسدي لم تأت بالنتائج التي كنت أتأملها. | 2.32 | 0.97 | 22 | متوسط |
2 | أؤمن أن عيوبي الجسدية تؤثر على فرصتي في الزواج أو العمل. | 2.28 | 0.98 | 23 | متوسط |
20 | أدقق النظر في عيوبي الجسدية باستعمال العدسة المكبرة. | 2.24 | 0.99 | 24 | متوسط |
الدرجة الكلية | 2.86 | 0.83 | متوسط |
يتضح من الجدول (1) أنَّ المستوى العام لقيم المتوسطات الحسابية لمؤشرات اضطراب تشوه الجسد عند المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن بلغ (2.86) وبدرجة انطباق متوسطة، وتراوحت متوسطات مؤشرات اضطراب التنشئة الأسرية بين (2.24 – 3.78)، وبمُستوى تقدير يتراوح بين متوسط الى مرتفع على مؤشرات اضطراب تشوه الجسد.
وبعد النظر في قيم المتوسطات لتقديرات عينة الدراسة على مؤشرات اضطراب تشوه الجسد، يتبين أن (5) مؤشرات قيمت بدرجة انطباق مرتفعة، و (19) مؤشرًا قيمت بدرجة انطباق متوسطة، وجاء بالمرتبة الأولى المؤشر (16) والذي نصه:” أكره التحدث عن عيوب مظهري بالتفصيل وأفضل ذكرها على نحو عام”، بمتوسط حسابي (3.78)، وبدرجة انطباق مرتفعة، تلاه المؤشر رقم (8) والذي نصه:” أتحاشي الحديث عن عدم رضاي عن شكلي مع أفراد أسرتي”، بمتوسط حسابي (3.74)، وبدرجة انطباق مرتفعة أيضًا،
وجاء في المرتبة قبل الأخيرة المؤشر رقم (2) والذي نصه: ” أؤمن أن عيوبي الجسدية تؤثر على فرصتي في الزواج أو العمل”، بمتوسط حسابي (2.28) وبدرجة انطباق متوسطة، وأخيرًا المؤشر رقم (20) والذي نصه: ” أدقق النظر في عيوبي الجسدية باستعمال العدسة المكبرة”، وبمتوسط حسابي (2.24) وبدرجة انطباق متوسطة أيضًا.
مما سبق، يتبين ان المستوى العام للمتوسطات الحسابية لتقديرات عينة الدراسة على مؤشرات اضطراب تشوه الجسد لدى المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن تراوحت بين (2.24 – 3.78)، وبمُستوى تقدير عام (متوسط). وتعني هذه النتائج أن المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن يدركون بدرجة متوسطة أن لديهم بعض المشاعر باضطراب تشوه الجسد والتي تتعلق بأجزاء مختلفة في جسدهم.
ويعتقد الباحثان أن هذه النتيجة تبدو منطقية وتتطابق مع الواقع الذي يعيشه من يعاني من اضطراب التشوه الجسدي، فالتشوه الجسدي أصبح يشكل ظاهرة سلوكية سلبية لدى بعض الشباب أو الشابات، وخاصة لدى النساء فهن الأكثر مراجعة لمراكز التجميل والعناية بالجسم من الذكور.
وتفسر هذه النتيجة بتأثير السياق الأسري والثقافي الذي يعيش فيه الشخص الذي يشعر باضطراب تشوه صورة الجسد، فالمعايير الأسرية والاجتماعية لها دور في تطوير اتجاهات هذا الشخص نحو ذاته ومظهره الجسدي، فهي أيضًا تحدد إلى حد كبير ما هو الشيء المعيب في شكل الجسد، لا سيما وأن المجتمع الأردني يعتني كثيرًا بالمظهر الجسدي ورتابته وأهميته في النجاح في العمل وفي التعامل مع الآخرين. وهذا يتفق مع وجهة نظر فلبس (Phillips, 2009) حيث يرى أن المفهوم السلبي للذات لدى الفرد راجعًا إلى اضطراب في إدراك صورة الجسد، كما يرى أن للضغوط الاجتماعية والتوقعات الثقافية للمظهر الجسدي دور في تطوير هذا الاضطراب.
ويعتقد الباحثان أن التصورات الخاطئة حول المظهر الجسدي لدى بعض الأشخاص ربما ترجع إلى ما تم إفرازه من الآراء والمشاعر والاتجاهات والمعتقدات الشائعة من ثقافة الأسرة والمجتمع الذي يعيش ضمنه، والتي استقاها وتشربها من منابع عدة كالأسرة وجماعة الأقران ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وهذا يتفق مع وجهة نظر كيرانز وسوردز (Kierans & Swords,2016) حيث يرون أن الثقافة السائدة تلعب دورًا هامًا في تحديد المعايير الجمالية والمظهر الجسدي المرغوب به، وقد يكون هناك تركيز كبير على الجسم المثالي والمظهر الخالي من العيوب في بعض الثقافات، وهذا الضغط المستمر والتوقعات المرتبطة به يمكن أن تؤثر على الشخص وتؤدي إلى تشكل اضطراب تشوه الجسد القهري. وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة
(عباس والزبون، 2012؛ Kalavand & Damerchel, 2017؛ الأنصاري، 2020). والتي أكدت انتشار ظاهرة اضطراب تشوه الجسد لدى فئات الشباب والشابات بنسب متفاوتة.
نتائج السؤال الثاني: ما طبيعة التنشئة الأسرية المتبعة لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن؟
للإجابةِ عن هذا السُّؤال، تمّ حساب المُتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، ومُستوى التقدير لمؤشرات أداة قياس التنشئة الأسرية لدى عينة من المراجعين لمراكز العناية بالجسم في عمان – الاردن، وللدرجة الكلية للأداة، والجدول (2) يُبيَّن نتائج ذلك:
الجدول (2): المُتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لمؤشرات التنشئة الأسرية
| الفقرة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الرتبة | درجة الانطباق |
6 | يقدر والدي مظهري الجسدي. | 3.22 | 0.54 | 1 | متوسط |
17 | ينظر إلي والديً بعين عدم الرضا إذا لم أعتن بنظافتي الجسدية. | 3.05 | 0.56 | 2 | مُتوسط |
8 | أقابل بالنقد القاسي لمظهري الجسدي من قبل والديً. | 2.98 | 0.63 | 3 | متوسط |
16 | يحرمني والديً من شراء الأشياء التي تحسن من مظهري الجسدي. | 2.94 | 0.66 | 4 | متوسط |
2 | يمنعني والديً من الاهتمام بمظهري الجسدي. | 2.92 | 0.73 | 5 | مُتوسط |
19 | تسود أسرتي الكثير من الانتقادات الشخصية. | 2.88 | 0.76 | 6 | متوسط |
5 | يحرمني والدي من ممارسة هواياتي الرياضية المحببة. | 2.84 | 0.78 | 7 | متوسط |
18 | يؤنبني والدي على أي عمل أقوم به لتحسين مظهري الجسدي. | 2.82 | 0.79 | 8 | مُتوسط |
7 | ينظر والدي إلى مظهري الجسدي بازدراء. | 2.80 | 0.80 | 9 | متوسط |
14 | ينهرني والدي بشدة إذا استحسنت مظهري الجسدي. | 2.78 | 0.81 | 10 | متوسط |
1 | يعاقبني والدي بالضرب دون أن أعرف السبب. | 2.76 | 0.81 | 11 | مُتوسط |
12 | يرفض والدي مساعدتي في تحسين مظهري الجسدي. | 2.74 | 0.86 | 12 | متوسط |
10 | يحرمني والدي من الذهاب لزيارة طبيب الأمراض الجلدية. | 2.72 | 0.87 | 13 | متوسط |
15 | يمنعني والدي من الذهاب إلى مراكز العناية بالجسم. | 2.70 | 0.90 | 14 | مُتوسط |
3 | يعاقبني والدي بسبب سوء مظهري الجسدي. | 2.70 | 0.92 | 15 | متوسط |
13 | يهددني والدي بالطرد من البيت إذا لم أعتني بمظهري الجسدي. | 2.68 | 0.93 | 16 | متوسط |
9 | يقلل والدي من مظهري الجسدي أمام زملائي. | 2.62 | 0.95 | 17 | مُتوسط |
11 | والدي يصفاني بصفات سيئة. | 1.24 | 0.96 | 18 | منخفض |
4 | يوبخني والدي عندما أهتم بمظهري الجسدي. | 1.22 | 0.97 | 19 | منخفض |
الدرجة الكلية | 2.66 | 0.76 | متوسط |
يتضح من الجدول (2) أنَّ المستوى العام لقيم المتوسطات الحسابية لمؤشرات التنشئة الأسرية عند المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن بلغ (2.66) وبدرجة انطباق متوسطة، وتراوحت متوسطات مؤشرات اضطراب التنشئة الأسرية بين (1.22 – 3.22)، وبمُستوى تقدير يتراوح بين متوسط الى منخفض على المؤشرات.
وبعد النظر في قيم المتوسطات لتقديرات عينة الدراسة على مؤشرات التنشئة الأسرية، يتبين أن (17) مؤشرًا قيمت بدرجة انطباق متوسطة، و (2) مؤشر قيمت بدرجة انطباق منخفضة، وجاء بالمرتبة الأولى المؤشر (6) والذي نصه:” يقدر والدي مظهري الجسدي”، بمتوسط حسابي (3.22)، وبدرجة انطباق متوسطة، تلاه المؤشر رقم (17) والذي نصه:” ينظر إلي والديً بعين عدم الرضا إذا لم أعتن بنظافتي الجسدية”، بمتوسط حسابي (3.05)، وبدرجة انطباق متوسطة أيضًا، وجاء في المرتبة قبل الأخيرة المؤشر رقم (11) والذي نصه: ” والدي يصفاني بصفات سيئة”، بمتوسط حسابي (1.24) وبدرجة انطباق منخفضة، وأخيرًا المؤشر رقم (4) والذي نصه: ” يوبخني والديً عندما أهتم بمظهري الجسدي”، وبمتوسط حسابي (1.22) وبدرجة انطباق منخفضة أيضًا.
مما سبق، يتبين ان المستوى العام للمتوسطات الحسابية لتقديرات عينة الدراسة على مؤشرات التنشئة الأسرية لدى المراجعين لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن تراوحت بين (1.22 – 3.22)، وبمُستوى تقدير كلي (متوسط).
ويفسر الباحثان الحصول على هذه النتيجة على أن التنشئة الأسرية قد تلعب دورًا في ظهور اضطراب تشوه الجسد الوهمي، وذلك من خلال العلاقات والتجارب التي يعيشها الفرد في بيئته الأسرية. وهذا يتفق مع وجهة نظر شارما وشارما وباتيل (Sharma, Sharma & Patel, 2019 ) حيث يرون ان النمط التربوي المستخدم على ألفرد من قِبَل أفراد الأسرة لتحقيق المظهر الجسدي المثالي أو إذا كان هناك تركيز مفرط على الشكل الجسدي والمظهر الخارجي، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية ظهور اضطراب تشوه الجسد الوهمي.
ويرى الباحثان انه قد يكون هناك ضعف لدى الأسرة في التعبير عن العواطف في الأسرة، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على الفرد ويمكن أن ينعكس ذلك في تشوه الجسد الوهمي. وقد يستخدم الفرد هذا الاضطراب كوسيلة للتعبير عن العواطف الداخلية أو لجذب الاهتمام والدعم من الآخرين. وهذا يتفق مع وجهة نظر فوينتيس، لونغو وهاغاردم (Fuentes, Longo & Haggardm, 2013) حيث يرون أنه في حال وجود تجارب سلبية سابقة تتعلق بالمظهر الجسدي، وعدم فتح قنوات لتواصل مع الفرد من قبل الأسرة فقد يتأثر الفرد وينمو بثقة ذاتية منخفضة وتشكل لديه صورة سلبية لجسده، وهذا يمكن أن يسهم في ظهور اضطراب تشوه الجسد. وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة (عباس والزبون، 2012). والتي أجريت على طلبة الجامعة، وأكدت وجود علاقة ارتباطية ايجابية بين اضطراب تشوه الجسد والقلق الأسري والاجتماعي. ومع دراسة (القضاة، 2016). والتي بينتا وجود علاقة ارتباطية تــربط نمــط التنشئة الأسرية بسمات الاتزان الانفعالي للشخصية. ومع دراسة (طنوس، 2015). التي أشارت إلى وجود علاقة ارتباطية بين التنشئة الأسرية والاضطرابات السلوكية. ومع دراسة Kalavand & Damerchel, 2107)؛ والأنصاري، 2020). التي بينتا وجود علاقة ارتباطية بين الخوف من التشوه الجسدي والقلق الاجتماعي. ومع نتيجة دراسة (بلخير، 2021). حيث أشارت إلى وجود علاقة ارتباطية بين التنشئة الأسرية واضطراب الشخصية.
نتائج السؤال الثالث: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (= 5.0 α) في اضطراب تشوه الجسد والتنشئة الأسرية تعزى إلى متغير الجنس؟
للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات عينة الدراسة على مؤشرات أداتي اضطراب تشوه الجسد والتنشئة الأسرية وعلى الأداتين بشكل عام تبعًا لمتغير (الجنس)، حيث تم تطبيق اختبار (Independent Samples T-Test) على مؤشرات أداتي الدراسة والأداتين بشكل عام تبعًا لمتغير (الجنس)، وفيما يلي عرض النتائج:
الجدول رقم (3): تطبيق اختبار (Independent Samples T-Test) على مؤشرات أداتي الدراسة والأداتين بشكل عام تبعًا لمتغير الجنس
المحور | الجنس | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | T | الدلالة الإحصائية |
تشوه | ذكور إناث | 2.88 2.88 | 2.88 3.81 | 4.34 | 0.000 |
التنشئة
الكلي | ذكور إناث إناث ذكور | 2.88 2.88 2.88 2.88 | 3.69 3.77 2.77 2.88 | 1.62 | 0.780
|
يظهر الجدول (3) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α = 0.05) بين المتوسطات الحسابية لاستجابات عينة الدراسة عن اضطراب تشوه الجسد وعلى الأداة بشكل عام تبعًا إلى متغير الجنس، حيث كانت قيم (T) دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (α = 0.05) على اضطراب تشوه الجسد ولصالح الإناث.
في حين لم تظهر نتائج الجدول (3) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α = 0.05) بين المتوسطات الحسابية لاستجابات عينة الدراسة عن التنشئة الأسرية وعلى الأداة بشكل عام تبعًا إلى متغير الجنس، حيث كانت قيم (T) غير دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (α = 0.05) على التنشئة الأسرية وعلى الأداة الكلية.
ويمكن تفسر هذه النتيجة من قبل الباحثين على أن للضغوط الاجتماعية والثقافية دور كبير في الحصول على هذه النتيجة حيث يعيش المجتمع في ثقافة تضع معايير جمال محددة للنساء وتقوم بالضغط عليهن لتحقيق هذه المعايير. وهذا يتفق مع وجهة نظر كل من اندامي والهاشمي ونصر اللحيم (Andami, Hashemi & Nasrollahim, 2023) حيث يرون ان الضغوط الثقافية والاجتماعية تلعب دورًا هامًا في زيادة نسبة اضطراب تشوه الجسد لدى الإناث في العديد من الثقافات، حيث توجد معايير جمال معينة تضع الكثير من الضغط على النساء لتحقيقها، مثل الرشاقة، البشرة الناعمة، الشعر الطويل، وما إلى ذلك.
ويرى الباحثان ايضًا أن النساء قد يتأثرن بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض الصور المثالية للمظهر الجسدي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انعكاس سلبي على تصورات النساء لأجسامهن وزيادة احتمالية ظهور اضطراب تشوه الجسد. وهذا يتفق مع رأي كل من (Haider, Wei, Parveen & Mehmood, 2023) حيث يرون أن تعرض النساء للمقارنة المستمرة مع الصور المثالية المعروضة في الوسائل الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، قد يؤدي ذلك إلى تشوه تصوراتهن الذاتية وتفكيرهن المرضي حول مظهرهن الجسدي. قد يعتقدن أنهن لا يستوفين هذه المعايير الجمالية المثالية وأن هناك تشوهًا في مظهرهن، حتى لو لم يكن هناك أساس واقعي لهذه الاعتقادات.
ويرى الباحثان ايضًا أنه قد يكون للعوامل الهرمونية دور في الحصول على هذه النتيجة فقد يكون للتغيرات الهرمونية دور في زيادة الحساسية تجاه مظهر الجسم؛ حيث أن النساء يتعرضن لتغيرات هرمونية دورية خلال فترات مثل الدورة الشهرية والحمل وما بعده، وهذه التغيرات قد تؤثر على الصورة الذاتية وتزيد من احتمالية ظهور اضطراب تشوه الجسد. وهذا يتفق مع وجهة نظر كل من (Pikoos, Rossell, Tzimas & Buzwell, 2021). حيث يرون أن التغيرات الهرمونية قد تؤثر على تصورات النساء لأجسامهن، خاصة خلال فترات مثل الدورة الشهرية والحمل وما بعده، ويمكن أن يرتبط تقلبات المزاج والتغيرات الهرمونية بزيادة الحساسية تجاه المظهر الجسدي وتفكير غير صحي حول الجسد.أعلى النموذج
نتائج السؤال الرابع: هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (5=0 α) بين اضطراب تشوه الجسد والتنشئة الأسرية لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل في عمان – الاردن؟
للإجابة عن هذا السؤال، تم حساب معامل ارتباط بيرسون Correlation) Pearson) للكشف عن علاقة ارتباطية بين اضطراب تشوه الجسد والتنشئة الأسرية. والجدول (4) يبين ذلك.
الجدول (4): معامل ارتباط بيرسون Correlation) Pearson) للكشف عن علاقة ارتباطية بين التنشئة الأسرية واضطراب تشوه الجسد
| الارتباط مع اضطراب التشوه |
| SIG | ||
متغير التنشئة الأسرية 0.611** | 0.000 |
|
يتضح من الجدول (4) أن القيمة الاحتمالية ل (SIG) والتي تساوي (0.000) أصغر من مستوى الدلالة (0.01)، حيث بلغ معامل الارتباط (0.61) وهو دال إحصائيًا عند مستوى دلالة (5=0 α)، مما يشير إلى وجود علاقة ارتباط ايجابية بين متغير تشوه الجسد ومتغير التنشئة الأسرية لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن.
ولمعرفة نسبة ما يفسره متغير التنشئة الأسرية من اضطراب تشوه الجسد لدى المراجعين والمراجعات لمراكز التجميل والعناية بالجسم في عمان – الاردن، تم إجراء تحليل الانحدار المتعدد بين اضطراب تشوه الجسد ومتغير التنشئة الأسرية، والجدول (5) يبين ذلك.
الجدول (5): تحليل الانحدار المتعدد بين اضطراب تشوه الجسد ومتغير التنشئة الأسرية
الارتباط | معامل التحديد | F | SIG | |
0.65 0.42 | 94. 118 | 0.000 |
من الجدول (5) يتضح وجود ارتباط في تأثير متغير التنشئة الأسرية على اضطراب تشوه الجسد. حيث إن معامل الارتباط المتعدد بلغ (0.65)، وبلغت قيمة الإحصائي (F) (94. 118)، وهي قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (5=0 α).
ويمكن تفسير ذلك على أساس عدم معرفة الآباء والأمهات بأساليب التنشئة الأسرية السوية وما يترتـب على سوء استخدامها من آثار نفسية وجسمية واجتماعية وأخلاقية قد تنعكس على شخصية الأبناء في المستقبل، كما ان مرور الأبناء بنمط تنشئة سلطوي قائم على عدم الاحترام والتقبل قد يؤدي بهم إلى الشعور بأنهم منبوذون لدى أسرهم، وربما يعتقدون أن السبب قد يكمن في مظهرهم أو تكوينهم الجسدي. وهذا يتفق مع وجهة نظر كل من (Haider, Wei, Parveen & Mehmood, 2023) حيث يرون أن أساليب التنشئة الأسرية القائم على النمط السلطوي قد يؤدي إلى اضطرابات في تصور الذات والجسم، كما أن الضغط المستمر لتحقيق المعايير الجمالية والمظاهر المثالية قد يؤدي إلى تشوه تصور الفرد لجسمه وظهور اضطراب تشوه الجسد الوهمي.
كما يفسر الباحثان الحصول على هذه النتيجة إلى نمط التواصل والتعامل في الأسرة فإذا كان هناك نمط سلبي للتواصل والتعامل في الأسرة، مثل الانتقاد المستمر للمظهر الجسدي أو التركيز الزائد على الجمال الخارجي، فقد يؤدي ذلك إلى تشوه تصور الشخص لجسمه وظهور اضطراب تشوه الجسد الوهمي. وهذا يتفق مع وجهة نظر (2007Baunring,). حيث يرى أن التنشئة الأسرية التي تلجأ إلى القسوة والإهمال الزائد في تربية الأبناء قد تسهم في
شعور الأبناء بعدم الرضا عن الذات، وظهور العديد من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق وتشوه الجسد الوهمي.
وقد يكون السبب وجود تأثير للنماذج الأسرية على تصور الفرد لجسمه، إذا كانت هناك أفراد في الأسرة يعانون من اضطرابات تشوه الجسد أو يعانون من عدم الرضا الشديد عن الجسد وهذا يتفق مع وجهة نظر روفولو وفلبس (Ruffolo & Phillips, 2006) حيث يرون أن اضطراب التشوه الجسدي يرتبط بمجموعة من العوامل البيئية، والوراثية، والاجتماعية، والأسرية والعصابية، وتزداد الإصابة باضطراب التشوه الجسدي بوجود مصابين ضمن أفراد الأسرة.
وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة (عباس والزبون، 2012). والتي أجريت على طلبة الجامعة، وأكدت وجود علاقة ارتباطية ايجابية بين اضطراب تشوه الجسد والقلق الأسري والاجتماعي. ومع دراسة Kalavand & Damerchel, 2017)؛ والأنصاري، 2020). التي بينتا وجود علاقة ارتباطية بين الخوف من التشوه الجسدي والقلق الاجتماعي. ومع نتيجة دراسة (بلخير، 2021). حيث أشارت إلى وجود علاقة ارتباطية بين التنشئة الأسرية واضطراب الشخصية.
التوصيات والمقترحات
من خلال ما توصلت إليه الدراسة من نتائج، فإن الباحثان توصي بالآتي:
- الاهتمام بنوعية نمط التنشئة الأسرية المتبع مع الأبناء خاصة المراهقين وتوعية الآباء والأمهات بالأساليب التربوية الصحيحة في التنشئة الأسرية.
- تعريف الآباء والأمهات بأهمية وضرورة دمج أبنائهم في المناقشات الأسرية، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم، والعمل على الإعلاء من قيمة المظهر الخارجي للجسم.
- توفير مراكز الإرشاد والعلاج النفسي المتخصصة بمعالجة كل من اضطرابات التشوه الوهمي للجسد، واضطراب التنشئة الأسرية.
- تزويد مراكز التجميل والجلدية بمعلومات حول اضطراب التشوه الوهمي للجسد، وضرورة الحصول على معلومات أوفى عن طالبي عمليات التجميل للجسد، وتصنيفهم وفق ما يحتاجون إليه بالفعل.
- تفعيل دور المراكز التي تعنى بشؤون المرأة في الأردن حول الاضطرابات التي تعاني منها في ظل المجتمع الأردني، كاضطرابات التشوه الوهمي للجسد، والقلق الاجتماعي، والوسواس القهري، والشخصية الارتيابية، والعمل على عقد الدورات التدريبية التي تمكن العاملين في تلك المراكز على تقديم الخدمة لطالبيها بشكل فعلي.
- إجراء المزيد من الدراسات التي تتطرق إلى اضطراب التشوه الوهمي للجسد، وبحث مدى ارتباطه بمتغيرات جديدة، ولدى شرائح أخرى في المجتمع الأردني.
المراجع
الأنصاري، خولة (2020). اضطراب تشوه الجسد الوهمي وعلاقته بالقلق الاجتماعي لدة طلبة المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة. مجلة العلوم التربوية والنفسية، 12(1)، 236-253.
بلخير، فايزة (2021). أساليب المعاملة الأسرية كما يدركها طلبة الجامعة وعلاقتها باضطراب الشخصية. حوليات جامعة الجزائر، 35(1)، 820-845.
الدايري، سالم؛ وحمود، محمد (2017). أساليب التنشئة الأسرية كما يدركها طلبة دبلوم التعليم العام في مدارس محافظة الباطنة بسلطنة عمان. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، 15(4)، 14-32.
الشيخ، محمد عبد العال؛ وعبد الفتاح، أحمد سيد (2018). صورة الجسم لدى المراهقين والمراهقات. مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية، 10(2)، 258-283.
صالح، عبد الرحيم؛ وحسين، نغم (2013). اضطراب تشوه الجسد الوهمي لدى طلبة الجامعة. مجلة القادسية للعلوم الإنسانية، 16(4)، 461-478.
عباس، لينا؛ والزبون، سليم (2012). مظاهر التشوه الوهمي للجسد وعلاقته بالقلق الاجتماعي لدى طلبة الجامعة الأردنية. دراسات: العلوم التربوية، 39(2)، 394-408.
القضاة، محمد أمين (2016) أنماط التنشئة الأسرية وعلاقتها ببعض سمات الشخصية لدى عينة من طالبات جامعة مؤتة. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 2(3)، 155-167.
هيلات، مصطفى؛ والقضاة، محمد أمين (2012). العلاقة بين التنشئة الأسرية والاضطرابات السلوكية لدى الاطفال. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، 6(1)، 1-23.
Agliata, D & Tantleff, D. (2014). The Impact of media exposure on males’ body image, Journal of Social and clinical psychology, 23(1), 1-13.
Andami, A., Hashemi, N., & Nasrollahi, B. (2023). The mediating role of cognitive emotion regulation strategies in the relationship between self-objectification and body shame with body dysmorphic disorder in Women referring to beauty clinics. Journal of Applied Family Therapy, 4(1), 172-192.
Barbara, V, N. (2017). The Family and Body Dysmorphic Disorder. Psychosomatics Journal, 46(4), 317-324.
Baunring, D. (2007). “The Influence of Parenting Style on Adolescent Competence and Substance use. Journal of Early Adolescences, 11(2), 85-96.
Cash, T. F. (2008). Body Image Assessments: BIQ. Retrieved 8, 12, 2022, from Body-Images: http://www.body-images.com/assessments/biq.htm
Feusner, J. D & Saxena, S. (2008). The pathophysiology of body dysmorphic disorder. Body Image, 5(1), 3-12.
Fuentes, C. T., Longo, M. R., & Haggard, P. (2013). Body image distortions in healthy adults. Acta psychologica, 144(2), 344-351.
Haider, A., Wei, Z., Parveen, S., & Mehmood, A. (2023). The association between comorbid body dysmorphic disorder and depression: moderation effect of age and mediation effect of body mass index and body image among Pakistani students. Middle East Current Psychiatry, 30(1), 11.
Kakavand, K, & Damercheli, N. (2017). Proposing A model for Analyzing Relationship between social Anxiety and body dysmorphic Disorder role. Evaluation International Journal of Medical Health, 6(2), 91-101.
Karges, C. (2015). Dysmorphic disorder and Social anxiety. Eating disorder.
Kelly, K & Phillips, A. (2010). Social Anxiety and its relationship to functional impairment in body dysmorphic Disorder. Behavior Therapy, 14(2), 143-152.
Kierans, J., & Swords, L. (2016). Exploring the appearance culture in early adolescence: A qualitative focus group approach in the Republic of Ireland (ROI). Journal of Adolescent Research, 31(6), 671-699.
McQuillan, S. (2019). Body Dysmorphic Disorder, Mental Health Resource, 1(2), 1-12.
Phillips, K & Pinto, P. (2012). A comparison of insight in body dysmorphic disorder, Journal of Psychiatry, 9(1), 1243-1257.
Phillips, K. (2009). Understanding Body Dysmorphic Disorder, An Essential Guide, New York, Oxford University Press.
Phillips, K.A., & Stout, R. (2006). Associations in the longitudinal course of body dysmorphic disorder with major depression, obsessive- compulsive disorder, and social phobia. Journal of Psychiatric Research, 40(4): 360-369.
Pikoos, T. D., Rossell, S. L., Tzimas, N., & Buzwell, S. (2021). Is the needle as risky as the knife? The prevalence and risks of body dysmorphic disorder in women undertaking minor cosmetic procedures. Australian & New Zealand Journal of Psychiatry, 55(12), 1191-1201.
Rothbaum, S. & Bishop F. (2008). Parents’ Acceptance of control needs and preschools’ social behaviors: Canadian Journal of Behavioral Science, 24(2), pp, 171-185.
Rubin, R. & Chung, C. (2016). Parents Of Students With Learning Disabilities Attitude Towards Resource Room. International Inter‐Displinary Journal of Education.11 (1), 211-223.
Ruffolo, J. & Phillips, K.A. (2006). Comorbidity of body dysmorphic disorder and eating disorders: Severity of psychopathology and body image disturbance. International Journal of Eating Disorders, 39(1):11-19.
Sharma, H., Sharma, B., & Patel, N. (2019). Body dysmorphic disorder in adolescents. Adolescent Psychiatry, 9(1), 44-57.
Singh, A & Veale, D. (2019). Understanding and treating body dysmorphic disorder, Journal of psychiatry, 1(1), 1310135.
Veale, D. (2014). Body Dysmorphic Disorder, Postgraduate. Medical Journal, 80, 67-71.
Body dysmorphic, Disorder, Family upbringing
The study aimed to investigate the relationship between family upbringing and body dysmorphic disorder among a sample of clients and reviews of beauty centers in Amman-Jordan. The sample size of the study is 92 people ( 66 females, and (26) males). To achieve the objectives of the study, two study tools were prepared, which consisted of a questionnaire to measure body dysmorphic disorder, which consisted of (24) items, and a questionnaire about family upbringing in the study sample, which consisted of (19) items. The findings of the study showed that (i) the mean for body dysmorphic disorder among the clients of body care centers in Amman, Jordan, was (2.86) with a medium degree (ii) The mean of family upbringing among clients of beauty and body care centers in Amman, Jordan, was 2.66, with a medium degree; (iii) There were statistically significant differences between the means of the study sample’s responses on body dysmorphic disorder and on the tool in general, favoring females; (iv) There were no differences with regard to parental upbringing. according to the sex variable. (v) there is a positive correlation between the variable of body dysmorphic disorder and the variable of family upbringing among the clients of beauty and body care centers in Amman – Jordan. The study recommended paying attention to the quality of the family upbringing pattern followed with children, especially adolescents, and educating parents about the correct educational methods in family upbringing, and raising awareness of imaginary body dysmorphic disorder.